الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            الشغب ببغداذ  وفي آخر يوم من رجب هذا وقعت ببغداد فتنة هائلة وثبت فيها العامة على نائبها سليمان بن عبد الله بن طاهر ودعوا إلى بيعة أبي أحمد ابن المتوكل أخي المعتز وكان سببه أن كتاب المهتدي ورد سلخ رجب إلى سليمان يأمره بأخذ البيعة له وكان أبو أحمد بن المتوكل ببغداذ ، وكان المعتز قد سيره إليها ، كما تقدم ، فأرسل سليمان إليه ، فأخذه إلى داره .

            وسمع من ببغداذ من الجند والعامة بأمر المعتز ، فاجتمعوا إلى باب دار سليمان ، فقاتلهم أصحابه ، وقيل لهم : ما يرد علينا من سامرا خبر ، فانصرفوا .

            ورجعوا الغد ، وهو يوم الجمعة ، على ذلك ، وخطب للمعتز ببغداذ ، فانصرفوا ، وبكروا يوم السبت ، فهجموا على دار سليمان ، ونادوا باسم أبي أحمد ، ودعوا إلى بيعته ، وسألوا سليمان أن يريهم أبا أحمد ، فأظهره لهم ، ووعدهم أن يصير إلى محبتهم إن تأخر عنهم ما يحبون ، فانصرفوا بعد أن أكدوا عليه في حفظ أبي أحمد .

            ثم أرسل إليهم من سامرا مال ففرق فيهم ، فرضوا ، وبايعوا للمهتدي لسبع خلون من شعبان وسكنت الفتنة .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية