وفي سنة خمس وخمسين ومائتين
كانت فهزمه مفلح ودخل آمل طبرستان وحرق منازل الحسن بن زيد ، ثم سار وراءه إلى الديلم . ثم عاد عن طبرستان بعد أن دخلها ، وهزم الحسن بن زيد العلوي ، وعاد موسى بن بغا من الري . وقعة بين مفلح وبين الحسن بن زيد الطالبي
وسبب ذلك أن قبيحة أم المعتز لما رأت اضطراب الأتراك كتبت إلى موسى تسأله القدوم عليهم ، وأملت أن يصل قبل أن يفرط في ولدها فارط ، فعزم على الانصراف ، وكتب مفلح يأمره بالانصراف عن طبرستان إليه بالري ، فورد كتابه إلى مفلح وهو قد توجه إلى أرض الديلم في طلب الحسن بن زيد العلوي ، فلما أتاه الكتاب رجع ، فأتاه من كان هرب من الحسن من أهل طبرستان ، ورجوا العود إلى بيوتهم ، وقالوا له : ما سبب عودك ؟ فأخبرهم بكتاب الأمير إليه يعزم عليه ، ولم يتهيأ لموسى المسير عن الري حتى أتاه خبر قتل المعتز والبيعة للمهتدي ، فبايعوا المهتدي .
ثم إن الموالي الذين مع موسى بلغهم ما أخذ صالح بن وصيف من أموال الكتاب وأسلاب المعتز ، فحسدوا المقيمين بسامرا ، فدعوا موسى بن بغا بالانصراف ، وقدم عليهم مفلح وهو بالري فسار نحو سامرا ، فكتب إليه المهتدي يأمره بالعود إلى الري ولزوم ذلك الثغر ، فلم يفعل ، فأرسل إليه رجلين من بني هاشم يعرفانه ضيق الأموال عنده ، ويحذرانه غلبة العلويين على ما ( يجعله خلفه ) ، فلم يسمع ذلك .
وكان صالح بن وصيف يعظم على المهتدي انصرافه ، وينسبه إلى المعصية والخلاف ، ويتبرأ إلى المهتدي من فعله ، ولما أتى الرسل موسى ضج الموالي ، وكادوا أن يثبوا بالرسل ، ورد موسى الجواب يتعذر بتخلف من معه عن الرجوع إلى قوله دون ورود باب أمير المؤمنين ، ويحتج بما عاين الرسل ، وأنه إن تخلف عنهم قتلوه ، وسير مع الرسل جماعة من أصحابه ، فقدموا سامرا سنة ست وخمسين ومائتين .