ذكر عدة حوادث
في سنة أربع وسبعين ومائتين غزا يازمان ، فأوغل في أرض الروم ( فأوقع فيها بكثير من أهلها ، وقتل وغنم ، وسبى ، وأسر ، وعاد سالما إلى طرسوس ) .
وفيها دخل صديق الفرغاني دور سامرا ( فنهبها ، وأخذ ) أموال التجار ( منها ، وأفسد ) ; وكان صديق هذا يخفر الطريق ويحميه ، ثم صار يقطعه .
وحج بالناس هارون بن محمد . وفيها جمع إسحاق بن كنداج جمعا كثيرا وسار نحو الشام ، فبلغ الخبر خمارويه ، فسار إليه وقد عبر الفرات ، فالتقيا ، وجرى بين الطائفتين قتال شديد ، انهزم فيه إسحاق هزيمة عظيمة لم يرده شيء ، حتى عبر الفرات ، وتحصن بها ، وسار خمارويه إلى الفرات ، فعمل جسرا ، فلما علم إسحاق بذلك سار من هناك إلى قلاع له قد أعدها وحصنها ، وأرسل إلى خمارويه يخضع له ، يبذل له الطاعة في جميع ولايته ، وهي الجزيرة وما والاها ، فأجابه إلى ذلك .
وصالحه ابن أبي الساج ، وجمع جمعا كثيرا ، وسار نحو الشام قاصدا منازعة خمارويه حيث كان أبعد إلى مصر ، فبلغ الخبر خمارويه فخرج عن مصر في عساكره ، فالتقيا في البثنية من أعمال دمشق ، فاقتتلا قتالا عظيما ، فانهزم ابن أبي الساج ، وعاد منهزما حتى عبر الفرات ، فأحضر خمارويه ولد ابن أبي الساج ، وكان رهينة عنده ، فخلع عليه ، وأطلقه ، وسيره إلى أبيه ، وعاد إلى مصر .