ذكر من توفي في سنة ست وسبعين ومائتين من الأكابر
بقي بن مخلد ، أبو عبد الرحمن الأندلسي . بقي بن مخلد ، أبو عبد الرحمن الأندلسي
كانت له رحلة مشهورة ، وطلب مشهور . سمع من أحمد بن حنبل وغيره من الأئمة ، ، بل يزيدون على هذا العدد ، وشيوخه أعلام ، فإنه روى عن مائتي رجل وأربعة وثلاثين ، جمهورهم مشاهير ، وجمع إلى العلم الصلاح والتقوى . وله تصانيف كثيرة منها "مسنده" . روى فيه عن ألف وستمائة صحابي
وعن نصر بن أحمد بن عبد الملك يقول : سمعت عبد الرحمن بن أحمد يقول : سمعت أبي يقول : جاءت امرأة إلى ابن مخلد فقال : إن ابني قد أسره الروم ، ولا أقدر على مال أكثر من دويرة ، ولا أقدر على بيعها ، فلو أشرت إلى من يفديه بشيء ، فليس لي ليل ولا نهار ، ولا نوم ولا قرار . فقال : انصرفي حتى أنظر في أمره إن شاء الله تعالى .
قال : وأطرق الشيخ وحرك شفتيه . قال : فلبثنا مدة فجاءت المرأة مع ابنها ، وأخذت تدعو له وتقول : قد رجع سالما وله حديث يحدثك به . فقال الشاب : كنت في يدي بعض ملوك الروم مع جماعة من الأسارى ، وكان له إنسان يستخدمنا كل يوم ، نخرج إلى الصحراء ، ثم يردنا وعلينا قيودنا فبينا نحن نجيء من العمل بعد المغرب ، انفتح القيد من رجلي ، ووقع على الأرض ، ووصف اليوم والساعة فوافق الوقت الذي جاءت المرأة ودعا الشيخ . قال : فنهض إلي الذي كان يحفظني صاح علي وقال : قد كسرت القيد . قلت : لا إنه سقط من رجلي . فتحير وأخبر صاحبه ، وأحضر الحداد وقيدني ، فلما مشيت خطوات سقط القيد من رجلي ، فتحيروا في أمري ، فدعوا رهبانهم فقالوا لي : ألك والدة؟ قلت : نعم . قالوا : قد وافق دعاءها الإجابة . وقالوا : أطلقك الله لا يمكننا نقيدك . فردوني ، وأصحبوني إلى ناحية المسلمين . وتوفي بقي بن مخلد بالأندلس في هذه السنة .
جعفر بن أحمد بن العباس ، أبو الفضل جعفر بن أحمد بن العباس ، أبو الفضل .
سمع من جماعة ، وروى عنه : محمد بن مخلد ، وأحمد بن كامل القاضي . . توفي بالبصرة قاضيا في ربيع الأول من هذه السنة . قال الدارقطني : ثقة مأمون
صاعد بن مخلد صاعد بن مخلد .
من عمال السلطان ، كان كثير التعبد والصدقة ، وكان ينفرد فيصلي ويدعو وأصحابه يرون أنه في عمل السلطان ، وكان لا يركب حتى ينفذ صدقاته من الدراهم والدنانير والثياب والدقيق في كل يوم .
وقال نصر الحاجب : رأيت ليلة مات صاعد في المنام كأن قائلا يقول : صر إلى شط دجلة إلى مكان كذا وكذا إلى مسجد هناك ، حتى عرفت الموضع ، فأقم حتى تصلي على رجل من أهل الجنة . فصرت إلى الموضع ، فإذا خدم سود قد عبروا من دار ابن طاهر بعد العصر ، ومعهم جنازة ، فصعدوا بها إلى المسجد ، فصليت على الرجل ، وسألت عنه فقالوا : هذا صاعد بن مخلد .
عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير ، أبو العباس الدورقي عبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير ، أبو العباس الدورقي .
سمع من عفان وغيره ، روى عنه : ابن صاعد ، وابن مخلد ، والمحاملي ، وكان يسكن سر من رأى ، وقدم بغداد فحدث بها . . وقال الدارقطني : هو ثقة
وعن محمد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : ] قدم علينا [ عبد الله بن أحمد بن إبراهيم ] فسمعنا منه . ثم [ قال : قرئ أنه ] زلق من الدرجة في الدار التي نزلها ، فمات ، وذلك في ربيع الأول من هذه السنة .
عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، [أبو محمد] الكاتب المروزي ، وقيل : الدينوري لأنه أقام بالدينور مدة . عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، [أبو محمد] الكاتب المروزي
سكن بغداد ، وحدث بها عن إسحاق بن راهويه ، وأبي حاتم وغيرهما . وكان عالما ، ثقة ، دينا ، فاضلا وله التصانيف المشهورة ، منها : "غريب القرآن" و "غريب الحديث" و "مشكل القرآن" و "ومشكل الحديث" و "المعارف" و "أدب الكاتب" و "عيون الأخبار" وغير ذلك .
وعن محمد بن العباس قال : قرئ على ابن المنادي وأنا أسمع قال : مات عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري صاحب التصانيف فجأة ، فصاح صيحة سمعت من بعد ، ثم أغمي عليه فمات .
قال ابن المنادي : ثم إن أبا القاسم إبراهيم بن محمد بن أيوب بن بشير الصائغ أخبرني أن ابن قتيبة أكل هريسة ، فأصابه حرارة ، فصاح صيحة شديدة ، ثم أغمي عليه إلى وقت صلاة الظهر ، ثم اضطرب [ ساعة ] ثم هدأ ، فما زال يتشهد إلى وقت السحر ، ثم مات وذلك أول ليلة من رجب سنة ست وسبعين .
وقد روي أنه مات سنة سبعين ، والأول أصح . وذكر [ بعض ] أهل العلم بالنقل أنه مات بالكوفة ، ودفن إلى جنب قبر أبي حازم القاضي .
عبد الملك بن محمد بن عبد الله ، أبو قلابة الرقاشي عبد الملك بن محمد بن عبد الله ، أبو قلابة الرقاشي .
ولد سنة تسعين ومائة ، وكان يكنى أبا محمد ، فكني بأبي قلابة ، وغلبت عليه . سمع يزيد بن هارون ، وأبا داود الطيالسي ، وروح بن عبادة ، وخلقا كثيرا .
روى عنه : ابن صاعد ، والمحاملي ، والنجاد ، وأبو بكر الشافعي ، من أهل الخير ، وكان يصلي كل يوم أربع مائة ركعة ، وحدث من حفظه بستين ألف حديث ، فوقع في بعضها الخطأ . وكان صدوقا
توفي في [ شوال ] هذه السنة .
محمد بن أبي العوام واسمه : أحمد بن يزيد بن دينار ، أبو بكر الرياحي التميمي محمد بن أبي العوام واسمه : أحمد بن يزيد بن دينار ، أبو بكر الرياحي التميمي .
سمع يزيد بن هارون ، وعبد الوهاب بن عطاء ، وأبا عامر العقدي ، وغيرهم . روى عنه : المحاملي ، وابن عقدة ، وابن السماك ، والنجاد ، وأبو بكر الشافعي ، ومحمد بن جعفر بن الهيثم البندار وهو آخر من روى عنه . . توفي لأيام خلت من رمضان هذه السنة . قال الدارقطني : هو صدوق
محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن جناد ، أبو بكر المنقري محمد بن إبراهيم بن يحيى بن إسحاق بن جناد ، أبو بكر المنقري .
سمع أبا الوليد الطيالسي ، وغيره ، وروى عنه : البغوي ، وغيره .
وعن أبي العباس بن سعيد قال : سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش] يقول : . أبو بكر بن جناد عدل ، ثقة ، مأمون
وعن ابن قانع أن أبا بكر بن جناد مات في طريق مكة في ذي الحجة [ من ] سنة ست وسبعين ومائتين .
محمد بن إبراهيم بن يوسف ، أبو حمزة المروزي [محمد بن إبراهيم بن يوسف ، أبو حمزة المروزي .
سكن بغداد ، وانتخب عليه عبيد العجلي وحدث عن عبدان بن عثمان ، وروى عنه : أبو عمرو بن السماك ، وغيره ، ] . وكان ثقة
محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد ، أبو بكر الحلواني . [محمد بن إبراهيم بن عبد الحميد ، أبو بكر الحلواني
قاضي بلخ ، سكن بغداد ، وحدث بها عن أبي جعفر النفيلي ، وغيره .
وروى عنه : أبو عمرو بن السماك ، وغيره ، ] . وكان ثقة
محمد بن إسماعيل بن سالم ، أبو جعفر الصائغ [محمد بن إسماعيل بن سالم ، أبو جعفر الصائغ .
سكن مكة ، وحدث بها عن حجاج الأعور ، وشبابة بن سوار ، وروح بن عبادة .
. قال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت منه بمكة ، وهو صدوق
وعن علي بن محمد الدقاق قال : قرأنا على الحسين بن هارون ، عن أبي العباس بن سعيد قال : سمعت عبد الرحمن بن يوسف بن خراش يقول : محمد بن إسماعيل الصائغ من أهل الفهم والأمانة ] .
محمد بن جعفر بن راشد ، أبو جعفر الفارسي يلقب لقلوق محمد بن جعفر بن راشد ، أبو جعفر الفارسي يلقب لقلوق وأصله بلخ .
سمع منصور بن عثمان ، وغيره ، . وكان ثقة
محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أبي سيرين بن [علي أبو العباس الهاشمي محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن أبي سيرين بن [علي أبو العباس الهاشمي .
حدث عن إبراهيم الترجماني ] . روى عنه : ابن مخلد [ توفي في هذه السنة في ذي الحجة ] . . وكان ثقة
محمد بن الحسين بن معدان ، أبو جعفر البلخي الوراق [محمد بن الحسين بن معدان ، أبو جعفر البلخي الوراق .
حدث عن إسماعيل بن أبي موسى . روى عنه : ابن صاعد ، ] . وكان ثقة
محمد بن خليفة بن صدقة ، أبو جعفر ، يلقب : بعنبر محمد بن خليفة بن صدقة ، أبو جعفر ، يلقب : بعنبر ، من أهل دير العاقول .
[ روى عن عفان ، وأبي نعيم ، وسعيد بن منصور ، وغيرهم ، . وتوفي بدير العاقول ] في هذه السنة . وكان صدوقا
محمد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي محمد بن محمد بن الحسن بن عطية العوفي .
حدث عن يزيد بن هارون ، وروح بن عبادة ، وغيرهما . . وتوفي في ربيع الآخر من هذه السنة . كان لينا في الحديث . قال الدارقطني : لا بأس به : وممن توفي فيها من الأعيان
أحمد بن حازم بن أبي غرزة أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، الحافظ صاحب " المسند " المشهور ، له حديث كثير ورواية عالية .
. وبقي بن مخلد
أبو عبد الرحمن الأندلسي الحافظ الكبير ، صاحب " المسند " المبوب على الفقه ، روى فيه عن ألف وستمائة صحابي ، وقد فضله ابن حزم على " مسند " الإمام أحمد ، وعندي في ذلك نظر ، والظاهر أن " مسند أحمد " أجود منه ; فإنه ليس هو ببلادهم ، ولا وقع لهم روايته ، ولو اطلع عليه ووقف على ما فيه لما فضل عليه مسندا من المسندات ، اللهم إلا أن يكون بقي قد سمع من أحمد جميع " المسند " ، وزاد عليه ، كما قد يسر الله من الزيادات التي ألحقناها ب " مسند " الإمام أحمد . ولله الحمد والمنة . وقد رحل بقي إلى العراق ، فسمع من الإمام أحمد وغيره من أئمة الحديث بالعراق وغيرها ، يزيدون على المائتين بأربعة وثمانين شيخا ، وله تصانيف أخر ، وكان مع ذلك رجلا صالحا عابدا ، زاهدا ، مجاب الدعوة ; ذكر القشيري أن امرأة جاءته ، فقالت : إن ابني قد أسرته الإفرنج ، وإني لا أنام الليل من شوقي إليه ، ولي دويرة أريد أن أبيعها لأستفكه ، فإن رأيت أن تسير إلى أحد يأخذها لأسعى في فكاكه ، فليس لي ليل ولا نهار ، ولا صبر ولا قرار . فقال : نعم ، انصرفي حتى ننظر في ذلك إن شاء الله . وأطرق الشيخ وحرك شفتيه يدعو الله عز وجل لولدها بالخلاص ، فذهبت المرأة ، فما كان إلا عن قليل حتى جاءت وابنها معها ، فقالت : اسمع خبره يرحمك الله . فقال : كيف كان أمرك ؟ فقال : إني كنت فيمن يخدم الملك ، ونحن في القيود ، فبينما أنا ذات يوم أمشي إذ سقط القيد من رجلي ، فأقبل الموكل بنا فشتمني ، وقال : فككت القيد من رجليك ؟ فقلت : لا والله ولكنه سقط ولم أشعر . فجاءوا بالحداد فأعاده وشد مسماره وأيده ، ثم قمت فسقط أيضا ، فأعادوه وأكدوه ، فسقط أيضا ، فسألوا رهبانهم فقالوا : له والدة ؟ فقلت : نعم . فقالوا : إنه قد استجيب دعاؤها ، أطلقوه . فأطلقوني وخفروني حتى وصلت إلى بلاد الإسلام . فسأله بقي بن مخلد عن الساعة التي سقط فيها القيد من رجليه ، فإذا هي الساعة التي دعا فيها الله له .
ومحمد بن إسماعيل الصائغ ، ويزيد بن عبد الصمد ، أبو الرداد المؤذن وأبو الرداد المؤذن ، وهو عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن الرداد ، المؤذن صاحب المقياس بمصر ، الذي هو مسلم إليه وإلى ذريته إلى يومنا هذا . قاله القاضي ابن خلكان في " الوفيات " . وفيها توفي أبو سعيد الحسن بن الحسين بن عبد الله اليشكري النحوي الراوية ، وكان مولده سنة اثنتي عشرة ومائتين .
وفيها ، وهو من أقران السري ، وصحبه الجنيد كثيرا . توفي محمد بن علي أبو جعفر القصاب الصوفي