ذكر عدة حوادث
في سنة أربع وتسعين ومائتين ، فأصاب من الروم أربعة آلاف رأس سبي ودواب ومتاعا ، ودخل بطريق من بطارقة الروم في الأمان وأسلم . غزا ابن كيغلغ الروم من طرسوس
وفيها غزا ابن كيغلغ فبلغ شكند ، وافتتح الله عليه ، وسار إلى الليس ، فغنموا نحوا من خمسين ألف رأس ، وقتلوا مقتلة عظيمة من الروم ، وانصرفوا سالمين .
وكاتب أندرونقس البطريق المكتفي بالله يطلب منه الأمان ، وكان على حرب أهل الثغور من قبل ملك الروم ، فأعطاه المكتفي ما طلب ، فخرج ومعه مائتا أسير من المسلمين كانوا في حصنه ، وكان ملك الروم قد أرسل للقبض عليه ، فأعطى المسلمين سلاحا وخرجوا معه ، فقبضوا على الذي أرسله ملك الروم ليقبض عليه ليلا ، فقتلوا ممن معه خلقا كثيرا ، وغنموا ما في عسكرهم ، فاجتمعت الروم على أندرونقس ليحاربوه ، فسار إليهم جمع من المسلمين ليخلصوه ومن معه من أسرى المسلمين ، فبلغوا قونية ، فبلغ الخبر إلى الروم ، فانصرفوا عنه ، وسار جماعة من ذلك العسكر إلى أندرونقس ، وهو بحصنه ، فخرج ومعه أهله وماله إليهم ، وسار معهم إلى بغداذ ، وأخرب المسلمون قونية ، فأرسل ملك الروم إلى الخليفة المكتفي فطلب الفداء .
وفيها كانت وقعة بين الحسين بن حمدان وبين أعراب من بني كلب ، وطي ، واليمن ، وأسد ، وغيرهم .
وفيها حاصر أعراب طي وصيف بن صوارتكين بفيد ، وقد سيره المكتفي أميرا على الموسم ، فحصروه ثلاثة أيام ، ثم خرج فواقعهم ، فقتل منهم قتلى ، ثم انهزمت الأعراب ورحل وصيف بمن معه ، وحج بالناس هذه السنة الفضل بن عبد الله الهاشمي . وفيها ظهر بالشام رجل فادعى أنه السفياني فأخذ وبعث به إلى بغداد فادعى أنه موسوس . وفي هذه السنة طلع كوكب الذنب من ناحية المغرب ، وكثرت الأمطار حتى غرقت المنازل ، واستتم المجلس المعروف بالتاج على دجلة بالقصر الحسني لسبع بقين من شعبان .