ذكر حريق الكرخ
في هذه السنة في شعبان ، احترق الكرخ حريقا عظيما .
وسبب ذلك أن صاحب المعونة قتل عاميا ، فثار به العامة والأتراك ، فهرب ودخل دار بعض الأتراك ، فأخرج منها مسحوبا ، وقتل وأحرق ، وفتحت السجون فأخرج ( من فيها ، فركب ) الوزير أبو الفضل لأخذ الجناة ، وأرسل حاجبا له يسمى صافيا في جمع لقتال العامة بالكرخ ، وكان شديد العصبية للسنة ، فألقى النار في عدة أماكن ، فاحترق حريقا عظيما ، وكان عدة من احترق فيه سبعة عشر ألف إنسان ، وثلاثمائة دكان ، وكثيرا من الدور ، وثلاثة وثلاثين مسجدا ، ، ومن الأموال ما لا يحصى .