ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر
أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن العباس ، أبو بكر الإسماعيلي الجرجاني
طلب الحديث وسافر .
يقول أبا بكر الإسماعيلي : لما ورد نعي محمد بن أيوب الرازي دخلت الدار ، وبكيت وصرخت ومزقت القميص ، ووضعت التراب على رأسي ، فاجتمع أهلي وقالوا: ما أصابك ؟ قلت: نعي إلي محمد بن أيوب ، منعتموني الارتحال [ إليه ] فأذنوا لي في الخروج ، وأصحبوني خالي إلى نسا إلى الحسن بن سفيان ، ولم يكن في وجهي طاقة ، فقدمت فقرأت عليه المسند ، وغيره ، وكانت أول رحلتي في طلب الحديث ، وكان للإسماعيلي علم وافر بالنقل ، وصنف كتابا على صحيح البخاري ، حدثنا به يحيى بن ثابت بن بندار ، عن أبيه ، عن البرقاني عنه .
وكان الدارقطني يقول: كنت عزمت غير مرة أن أرحل إلى أبي بكر الإسماعيلي فلم أرزق ، توفي الإسماعيلي يوم السبت غرة رجب سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، عن أربع وتسعين سنة . الحسن بن صالح ، أبو محمد السبيعي
سمع ابن جرير الطبري ، وقاسم المطرز ، ، ولما كان بآخره عزم على التحديث والإملاء في مجلس عام ، فتهيأ لذلك ولم يبق إلا تعيين يوم المجلس ، فمات . روى عنه الدارقطني ، والبرقاني ، وكان ثقة حافظا مكثرا ، وكان عسرا في الرواية
قال أحمد بن علي بن ثابت : قال لنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي : رأيت أبا الحسن الدارقطني جالسا بين يدي أبي محمد السبيعي كجلوس الصبي بين يدي المعلم؛ هيبة له ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة . أبو عبد الله الشاهد ، المعروف بابن البادا
الحسن بن علي بن الحسن بن الهيثم بن طهمان ، أبو عبد الله الشاهد ، المعروف بابن البادا .
ولد سنة أربع وسبعين ومائتين ، سمع الحسن بن علويه ، وشعيب بن محمد الذارع ، وكان عمره سبعا وتسعين سنة ، مكث منها خمس عشرة سنة في آخر عمره مقعدا أعمى ، وتوفي في رجب هذه السنة . الحسن بن يوسف بن يحيى ، أبو معاذ البستي
، وقال ابن أبي الفوارس : توفي في ذي الحجة من هذه السنة ، وكان ثقة مستورا ، جميل المذهب . عبد الله بن إبراهيم بن جعفر بن بنيان ، أبو الحسين المعروف بالزينبي روى عنه البرقاني ، وكان ثقة
ولد في ذي الحجة سنة ثمان وسبعين ومائتين ، وكان يسكن ببركة زلزل ، وحدث عن الحسن بن علويه ، والفريابي ، روى عنه البرقاني ، والتنوخي ، ، توفي في ذي الحجة من هذه السنة . عبد الله بن الحسين بن إسماعيل بن محمد ، أبو بكر الضبي القاضي وكان ثقة
قال: عبد الله بن الحسين أبو بكر القاضي ] سمع أكثر حديث أبيه ، وكتب عن أبي بكر النيسابوري وغيره ، وحدث وولاه أمير المؤمنين المتقي القضاء على آمد وأرزن ، وميافارقين ، وما يلي ذلك [ في ] سنة تسع وعشرين وثلاثمائة ، ثم ولاه المتقي أيضا في سنة إحدى وثلاثين القضاء على [ طريق ] الموصل ، [ وقطر بل ، ومسكن ، وغير ذلك ، وولاه المطيع لله سنة أربع وثلاثين على الموصل وأعمالها ] وقضاء الحديثة ، وما يتصل بذلك ، ثم ولاه المطيع [ أيضا ] القضاء على حلب وأنطاكية وأعمالها ، وولاه الطائع القضاء على ديار بكر ، وآمد ، وأرزن ، وميافارقين ، وأرمينية ، وأعمال ذلك ، وكان عفيفا نزها فقيها ، توفي في هذه السنة . عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث ، أبو الحسن التميمي
حدث عن أبي بكر بن زياد النيسابوري ، والقاضي المحاملي ، ومحمد بن مخلد الدوري ، ونفطويه ، وغيرهم ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة .
قال: أبو الحسن عبد العزيز التميمي رجل جليل القدر ، وله كلام في مسائل الخلاف ، وتصنيف في الأصول ، والفرائض .
قال المصنف: وقد تعصب عليه الخطيب ، وهذا شأنه في أصحاب أحمد ، فحكى عن أبي القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي العكبري أن التميمي وضع حديثا ، وهذا العكبري لا يعول على قوله ، فإنه لم يكن من أهل الحديث والعلم ، إنما كان يعرف شيئا من العربية ، ولم يرو شيئا من الحديث ، كذلك ذكر عنه الخطيب ، ، وعنه حكى الطعن في ابن بطة أيضا ، وسيأتي القدح في هذا الأسدي مستوفى في ترجمة ابن بطة ، فقد أنفق هذا الأسدي مبغضا لأصحاب أحمد طاعنا في أكابرهم ، وأنفق الخطيب يبهرج إذا شاء بعصبية باردة ، فإنه إذا ذكر المتكلمين من المبتدعة عظم القوم ، وذكر لهم ما يقارب الاستحالة ، فإنه ذكر عن ابن اللبان أنه قال: حفظت القرآن وأنا ابن خمس سنين ، وحكى عن ابن رزقويه : أن التميمي وضع في مسند أحمد حديثين ، ويجوز أن يكون [ قد ] كتب في بعض المسانيد من مسند آخر ومن مسموعاته من غير ذلك المسند ، متى كان الشيء محتملا لم يجز أن يقطع على صاحبه بالكذب ، نعوذ بالله من الأغراض الفاسدة على أنها تحول على صاحبها . علي بن إبراهيم ، أبو الحسن الحصري الصوفي الواعظ وكان أيضا معتزليا يقول إن الكفار لا يخلدون في النار
بصري الأصل ، سكن بغداد ، وكان شيخ المتصوفة ، صحب الشبلي وغيره ، وبلغني أنه كبر سنه فصعب عليه المجيء إلى الجامع ، فبني له الرباط المقابل لجامع المنصور ، ثم عرف بصاحبه الزوزني ،
كان الحصري لا يخرج إلا من جمعة إلى جمعة ، وله على طريقتهم كلام .
وقال أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن جعفر البغدادي : سمعت أبا الحسن علي بن إبراهيم الحصري ، فسمعته يقول: وجدت من يدعو إنما يدعو الله بظاهره ، ويدعو إلى نفسه بباطنه؛ لأنه يحب أن يعظم ، وأن يشار إليه ، ويعرف موضعه ، ويثنى عليه الثناء الحسن ، وإذا أحب يحبه الخلق له [ وتعظيمهم إياه ] فقد دعاهم إلى نفسه ، لا إلى ربه ، وقال: ما علي مني ، وأي شيء لي في حتى أخاف عليه ، وأرجو له ، إن رحم رحم ماله ، وإن عذب عذب ماله! توفي الحصري يوم الجمعة ببغداد في ذي الحجة من هذه السنة ، وقد أناف على الثمانين ، ودفن بمقبرة باب حرب .
علي بن محمد ، الأحدب المزور
كان يكتب على خط كل أحد حتى لا يشك الرجل المزور على خطه أنه خطه ، وبلي الناس منه ببلوى عظيمة ، وختم السلطان على يده مرارا ، وتوفي يوم الأحد تاسع رجب هذه السنة . محمد بن أحمد بن روح ، أبو بكر الحريري
سمع إبراهيم بن عبد الله الزينبي ،
عن محمد بن أحمد الحريري وسألته عنه ، فقال: ، قال ابن ثابت : وحدثت عن أبي الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال: توفي محمد بن أحمد بن روح في ذي الحجة سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة ، مستور ثقة . محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد ، أبو زيد المروزي الفقيه ثقة فاضل
سمع محمد بن عبد الله السعدي وغيره ، وكان أحد أئمة المسلمين ، حافظا لمذهب الشافعي ، حسن النظر ، مشهورا بالزهد والورع ، ورد بغداد ، وحدث بها ، فسمع منه الدارقطني ،
عن محمد بن عبد الله بن نعيم النيسابوري قال: سمعت أبا بكر البزاز يقول: عادلت الفقيه أبا زيد من نيسابور إلى مكة ، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة ، قال أبو نعيم : توفي أبو زيد [ بمرو ] يوم الجمعة الثالث من رجب هذه السنة . محمد بن خلف بن جيان بالجيم أبو بكر الفقيه
، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة . محمد بن خفيف ، أبو عبد الله الشيرازي روى عنه البرقاني ، والتنوخي وغيرهما ، وكان ثقة
صحب الجريري ، وابن عطاء ، وغيرهما ، وقد ذكرت في كتابي المسمى ب "تلبيس إبليس" عنه من الحكايات ما يدل على أنه كان يذهب مذهب الإباحة .