الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب


            ثم دخلت سنة أربع عشرة وأربعمائة

            ذكر استيلاء علاء الدولة على همذان  

            في هذه السنة استولى أبو جعفر بن كاكويه على همذان وملكها وكذلك غيرها مما يقاربها .

            وسبب ذلك أن فرهاذ بن مرداويج الديلمي ، مقطع بروجرد ، قصده سماء الدولة أبو الحسن بن شمس الدولة بن بويه ، صاحب همذان ، وحصره فالتجأ فرهاذ إلى علاء الدولة ، فحماه ومنع عنه ، وسارا جميعا إلى همذان فحصراها وقطعا الميرة عنها ، فخرج إليهما من بها من العسكر ، فاقتتلوا فرحل علاء الدولة إلى جرباذقان ، فهلك من عسكره ثلاثمائة رجل من شدة البرد .

            فسار إليه تاج الملك القوهي ، مقدم عسكر همذان ، فحصره بها ، فصانع علاء الدولة الأكراد الذين مع تاج الملك ، فرحلوا عنه ، فخلص من الحصار ، وشرع بالتجهز ليعاود حصار همذان ، فأكثر من الجموع ، وسار إليها . فلقيه سماء الدولة في عساكره ومعه تاج الملك ، فاقتتلوا ، فانهزم عسكر همذان ، ومضى تاج الملك إلى قلعة فاحتمى بها ، وتقدم علاء الدولة إلى سماء الدولة ، فترجل له وخدمه ، وأخذه وأنزله في خيمته وحمل إليه المال وما يحتاج إليه ، وسار وهو معه إلى القلعة التي بها تاج الملك ، فحصره وقطع الماء عن القلعة ، فطلب تاج الملك الأمان فأمنه فنزل إليه ، ودخل معه همذان .

            ولما ملك علاء الدولة همذان سار إلى الدينور فملكها ، ثم إلى سابور خواست فملكها أيضا ، وجمع تلك الأعمال ، وقبض على أمراء الديلم ( الذين بهمذان ) ، وسجنهم بقلعة عند أصبهان ، وأخذ أموالهم وأقطاعهم ، وأبعد كل من فيه شر من الديلم ، وترك عنده من يعلم أنه لا شر فيه ، وأكثر القتل ، فقامت هيبته ، وخافه الناس ، وضبط المملكة . وقصد حسام الدولة أبا الشوك ، فأرسل إليه مشرف الدولة يشفع فيه ، فعاد عنه .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية