ذكر عدة حوادث
في هذه السنة استوزر جلال الدولة أبا سعد بن عبد الرحيم بعد ابن ماكولا ، ولقبه عميد الدولة .
وفيها: ظهر متلصصة ببغداذ من الأكراد ، فكانوا يسرقون دواب الأتراك ، فنقل الأتراك خيلهم إلى دورهم ، ونقل جلال الدولة دوابه إلى بيت في دار المملكة . وفيها ، في رجب ، جاء في غزنة سيل عظيم أهلك الزرع والضرع ، وغرق كثيرا من الناس لا يحصون ، وخرب الجسر الذي بناه عمرو بن الليث ، وكان هذا الحادث عظيما .
وفيها ، في رمضان ، تصدق مسعود بن محمود بن سبكتكين ، في غزنة ، بألف ألف درهم ، وأدر على الفقراء من العلماء والرعايا إدرارات كثيرة . ومن الحوادث فيها:
أنه في ليلة عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم وعلقوا المسوح على دكاكينهم رجوعا إلى عادتهم الأولى في ذلك وسكونا إلى بعد الأتراك ، وكان السلطان قد انحدر عنهم ، فحدثت الفتنة ووقع القتال بينهم وبين أهل القلائين ، وروسل المرتضى في إنفاذ من يحط التعاليق ، فحط والفتنة قائمة بين العوام واستمرت بعد ذلك ، وقتل من الفريقين ، وخربت عدة دكاكين ورتب بين الدقاقين والقلائين من يمنع القتال . وفي ليلة السبت مستهل صفر: كبس جماعة من العيارين يزيدون على خمسين رجلا على مصلحي بنهر الدجاج فقتلوه وقتلوا قوما كانوا معه وأخربوا الدار ، ولم يتجاسر أحد من الجيران أن ينذر بهم خوفا منهم . في هذا الشهر: كثرت العملات والكبسات في الجانب الشرقي من المعروف بالبرجمي متقدم العيارين ، ووصل إلى عدة مخازن ومنازل ، وأخذ منها شيئا كثيرا ، واستمر ذلك فلقي الناس منه أمرا عظيما . وفي يوم الأحد النصف من صفر: عصفت ريح شديدة ، وسمع في أثنائها دوي أفزع ، وتلاه برد كهيئة التين في حجمه ، وتحدد رأسه . وفي يوم السبت الحادي عشر من ربيع الآخر: ورد الكتاب بدخول الملك جلال الدولة والأصفهلارية والغلمان الأهواز ، فضربت البوقات للبشارة بذلك ، وخلع على الركابية وطيف بهم في الأسواق ، وذلك أنه لما امتنع عليهم قتال من بواسط عمدوا إلى قصد الأهواز ، وأطعموا العسكر في المنهب ، فلما مضوا إليها تخاذل من [كان] بها من الأتراك ، وهرب الديلم فدخلوا فنهبوا ما يتجاوز حد الحصر ، واستمر النهب ستة عشر يوما حتى أنه أخذ من دار ميمون [البائع] وخان أنباره ما قدره سبع مائة ألف دينار ، وزاد المأخوذ من البلد على خمسة آلاف ألف دينار ، وألفي جارية وحرائر ، وأتلف وأحرق ما لا يمكن ضبطه . وفي يوم الجمعة لليلتين خلتا من جمادى الأولى: سقطت قنطرة الزياتين على نهر عيسى .