الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في هذه السنة استوزر جلال الدولة أبا سعد بن عبد الرحيم بعد ابن ماكولا ، ولقبه عميد الدولة .

            وفيها: ظهر متلصصة ببغداذ من الأكراد ، فكانوا يسرقون دواب الأتراك ، فنقل الأتراك خيلهم إلى دورهم ، ونقل جلال الدولة دوابه إلى بيت في دار المملكة . وفيها ، في رجب ، جاء في غزنة سيل عظيم أهلك الزرع والضرع ، وغرق كثيرا من الناس لا يحصون ، وخرب الجسر الذي بناه عمرو بن الليث ، وكان هذا الحادث عظيما .

            وفيها ، في رمضان ، تصدق مسعود بن محمود بن سبكتكين ، في غزنة ، بألف ألف درهم ، وأدر على الفقراء من العلماء والرعايا إدرارات كثيرة . ومن الحوادث فيها:

            أنه في ليلة عاشوراء أغلق أهل الكرخ أسواقهم وعلقوا المسوح على دكاكينهم رجوعا إلى عادتهم الأولى في ذلك وسكونا إلى بعد الأتراك ، وكان السلطان قد انحدر عنهم ، فحدثت الفتنة ووقع القتال بينهم وبين أهل القلائين ، وروسل المرتضى في إنفاذ من يحط التعاليق ، فحط والفتنة قائمة بين العوام واستمرت بعد ذلك ، وقتل من الفريقين ، وخربت عدة دكاكين ورتب بين الدقاقين والقلائين من يمنع القتال . وفي ليلة السبت مستهل صفر: كبس جماعة من العيارين يزيدون على خمسين رجلا على مصلحي بنهر الدجاج فقتلوه وقتلوا قوما كانوا معه وأخربوا الدار ، ولم يتجاسر أحد من الجيران أن ينذر بهم خوفا منهم . في هذا الشهر: كثرت العملات والكبسات في الجانب الشرقي من المعروف بالبرجمي متقدم العيارين ، ووصل إلى عدة مخازن ومنازل ، وأخذ منها شيئا كثيرا ، واستمر ذلك فلقي الناس منه أمرا عظيما . وفي يوم الأحد النصف من صفر: عصفت ريح شديدة ، وسمع في أثنائها دوي أفزع ، وتلاه برد كهيئة التين في حجمه ، وتحدد رأسه . وفي يوم السبت الحادي عشر من ربيع الآخر: ورد الكتاب بدخول الملك جلال الدولة والأصفهلارية والغلمان الأهواز ، فضربت البوقات للبشارة بذلك ، وخلع على الركابية وطيف بهم في الأسواق ، وذلك أنه لما امتنع عليهم قتال من بواسط عمدوا إلى قصد الأهواز ، وأطعموا العسكر في المنهب ، فلما مضوا إليها تخاذل من [كان] بها من الأتراك ، وهرب الديلم فدخلوا فنهبوا ما يتجاوز حد الحصر ، واستمر النهب ستة عشر يوما حتى أنه أخذ من دار ميمون [البائع] وخان أنباره ما قدره سبع مائة ألف دينار ، وزاد المأخوذ من البلد على خمسة آلاف ألف دينار ، وألفي جارية وحرائر ، وأتلف وأحرق ما لا يمكن ضبطه . وفي يوم الجمعة لليلتين خلتا من جمادى الأولى: سقطت قنطرة الزياتين على نهر عيسى .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية