الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر من توفي في هذه السنة من الأكابر  

            أحمد القادر بالله [أمير المؤمنين ابن إسحاق بن المقتدر :

            قال الخطيب : توفي القادر بالله في ليلة الاثنين الحادي عشر من ذي الحجة سنة اثنتين وعشرين وأربعمائة ، ودفن [ليلة] الثلاثاء بين المغرب والعشاء في دار الخلافة ، بعد أن صلى عليه ابنه القائم بأمر الله ظاهرا ، وعامة الناس وراءه ، وكبر عليه أربعا فلم يزل مذ توفي في الدار ، حتى نقل تابوته وحمل في الطيار ليلا إلى الرصافة ، فدفن بها في ليلة الجمعة لخمس خلون من ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة. الحسن بن علي بن جعفر ، أبو علي بن ماكولا

            وزر لجلال الدولة أبي ظاهر ، وقتله غلام له بالأهواز في ذي الحجة من هذه السنة ، وكان عمره ستا وخمسين سنة . طلحة بن علي بن الصقر ، أبو القاسم الكتاني:

            سمع النجاد ، وأبا بكر الشافعي ، وكان ثقة صالحا يسكن درب الدجاج ، وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن بالشونيزية . عبد الوهاب بن علي بن نصر أبو محمد المالكي:

            كان فقيها على مذهب مالك ، وولي قضاء بادرايا وباكسايا ، وخرج من بغداد لإضافته ، فحصل له مال كثير من المغاربة ، ومات بها في شعبان وقال شعرا يتشوق فيه إلى بغداد :


            سلام على بغداد في كل موقف وحق لها مني سلام مضاعف     فوالله ما فارقتها عن قلى لها
            وإني بشطي جانبيها لعارف     ولكنها ضاقت علي بأسرها
            ولم تكن الأرزاق فيها تساعف     فكانت كخل كنت أهوى دنوه
            وأخلاقه تنأى به وتخالف

            أخبرنا القزاز ، أخبرنا الخطيب ، قال: روى عبد الوهاب عن ابن شاهين ، وكتبت عنه ، وكان ثقة ولم نلق من المالكيين أحدا أفقه منه . وقال القاضي ابن خلكان في " الوفيات " عنه : وعندما وصل إلى الديار المصرية ، وحصل له شيء من المال ، وحسن حاله ، مرض من أكلة اشتهاها ، فذكر عنه أنه كان يتقلب ويقول : لا إله إلا الله ، عندما عشنا متنا . قال : وله أشعار رائقة طريفة ، فمن ذلك قوله :


            ونائمة قبلتها . فتنبهت     فقالت تعالوا واطلبوا اللص بالحد
            فقلت لها إني فديتك غاصب     وما حكموا في غاصب بسوى الرد
            خذيها وكفي عن أثيم ظلامة     وإن أنت لم ترضي فألفا على العد
            فقالت قصاص يشهد العقل أنه     على كبد الجاني ألذ من الشهد
            فباتت يميني وهي هميان خصرها     وباتت يساري وهي واسطة العقد
            فقالت ألم أخبر بأنك زاهد     فقلت بلى ما زلت أزهد في الزهد

            ومما أنشده ابن خلكان للقاضي عبد الوهاب :


            بغداد دار لأهل المال طيبة     وللمفاليس دار الضنك والضيق
            ظللت حيران أمشي في أزقتها     كأنني مصحف في بيت زنديق

            التالي السابق


            الخدمات العلمية