ذكر . استيلاء تميم على مدينة تونس
في هذه السنة سير تميم ، صاحب إفريقية ، عسكرا كثيفا إلى مدينة تونس ، وبها أحمد بن خراسان قد أظهر عليه الخلاف .
وسبب ذلك أن المعز بن باديس ، أبا تميم ، لما فارق القيروان والمنصورية ورحل إلى المهدية ، على ما ذكرناه ، استخلف على القيروان وعلى قابس قائد بن ميمون الصنهاجي ، وأقام بها ثلاث سنين ، ثم غلبته هوارة عليها ، فسلمها إليهم وخرج إلى المهدية ، فلما ولي الملك تميم بن المعز بعد أبيه رده إليها ، وأقام عليها إلى الآن ، ثم أظهر الخلاف على تميم والتجأ إلى طاعة الناصر بن علناس بن حماد ، فسير إليه تميم الآن عسكرا كثيرا ، فلما سمع بهم قائد بن ميمون علم أنه لا طاقة له بهم ، فترك القيروان وسار إلى الناصر ، فدخل عسكر تميم القيروان ، وخربوا دور القائد ، وسار العسكر إلى قابس ، وبها ابن خراسان ، فحصروه بها سنة وشهرين ، ثم أطاع ابن خراسان تميما وصالحه .
وأما قائد فإنه أقام عند الناصر ، ثم أرسل إلى أمراء العرب ، فاشترى منهم إمارة القيروان ، فأجابوه إلى ذلك ، فعاد إليها فبنى سورها وحصنها .