ومن الحوادث فيها:
أنه في يوم الثلاثاء حادي عشر صفر وأن فخر الدولة أخذ يده على ذلك ، وكان الخليفة قد تقدم إلى الوزير فخر الدولة بالخروج إلى أصبهان لذلك ، فخرج ومعه الهدايا والألطاف بنحو من عشرين ألف دينار ، فوصل إلى أصبهان ، فخرج نظام الملك والأمراء فاستقبلوه ، واتفق أن توفي داود ابن السلطان ، وانزعج السلطان لذلك ، فلما انقضى الشهر خاطب فخر الدولة نظام الملك في هذا فقال: ما استقر في هذا شيء ، فإن رأيتم أن تجردوا الطلب من والدة الصبية . فقيل له: أنت الذي تتولى هذا . فمضى إليها فقال لها : إن أمير المؤمنين راغب في ابنتك . فقالت: قد رغب إلي في هذا ملك غزنة [بابنه] وغيره من الملوك ، وبذل كل واحد أربعمائة ألف دينار ، فإن أعطاني أمير المؤمنين هذا القدر كان هو أحب إلي ، فقال لها: رغبة أمير المؤمنين لا تقابل بهذا . ورد بشير أن السلطان جلال الدولة أجاب إلى تزويج ابنته من الخليفة ،
وجرى في ذلك مراجعات انتهت إلى تسليم خمسين ألف دينار عن حق الرضاع ، وهذه عادة الأتراك عند التزويج ، ومائة ألف دينار بكتب المهر . فقيل لها: ما في صحبتنا مال معجل ونحن نحصل ها هنا عشرة آلاف ، وننفذ من بغداد أربعين ألفا . فوقع الرضا بهذا ، وشرع في تحصيل العشرة آلاف ، فلم يكن لها وجه ، وعرف السلطان ذلك فتقدم بتأخيره لينفذ الكل من بغداد . وقالت خاتون: إذا ملكت ابنتي بأمير المؤمنين فأريد أن يخرج إلي أمه وعمته وجدته ، ومن يجري مجراهن من أهل بيته ، والمحتشمون من أهل دولته ، وأحضر خواتين غزنة ، وسمرقند ، وخراسان ، ووجوه البلاد ، ويكون العقد بمحضرهم . فطلب الوزير فخر الدولة أن تعطيه يدها على ذلك لتقع الثقة ، فأعظم نظام الملك عندها أن تردها بغير قضاء حاجته ، فأذن السلطان في ذلك وأعطى يده ، وكانت من خاتون اقتراحات منها: أن لا يبقى في دار الخليفة سرية ولا قهرمانة ، وأن يكون مقامه عندها .