الفتنة بنيسابور
في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة، في ذي الحجة ، جمع أمير كبير من أمراء خراسان جمعا كثيرا ، وسار بهم إلى نيسابور ، فحصرها ، فاجتمع أهلها وقاتلوه أشد قتال ، ولازم حصارهم نحو أربعين يوما ، فلما لم يجد له مطمعا فيها سار عنها في المحرم سنة تسع وثمانين وأربعمائة ، فلما فارقها وقعت الفتنة بها بين الكرامية وسائر الطوائف من أهلها ، فقتل بينهم قتلى كثيرة .
وكان مقدم الشافعية أبا القاسم ابن إمام الحرمين أبي المعالي الجويني ، ومقدم الحنفية القاضي محمد بن أحمد بن صاعد ، وهما متفقان على الكرامية ، ومقدم الكرامية محمشاد ، فكان الظفر للشافعية والحنفية على الكرامية ، فخربت مدارسهم ، وقتل كثير منهم ومن غيرهم ، وكانت فتنة عظيمة .