ذكر عدة حوادث
ثم دخلت سنة خمسمائة من الهجرة
قال أبو داود في سننه : بسنده عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن أبي ثعلبة الخشني قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لن يعجز الله هذه الأمة من نصف يوم "
وعن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إني لأرجو أن لا يعجز أمتي عند ربها أن يؤخرها نصف يوم " قيل : لسعد : وكم نصف يوم ؟ قال : خمسمائة سنة ، وهذا من دلائل النبوة ، وذكر هذه المدة لا ينفي زيادة عليها كما هو الواقع ; لأنه صلى الله عليه وسلم ذكر شيئا من أشراط الساعة لا بد من وقوعها كما أخبر سواء بسواء ، وسيأتي ذكرها فيما بعد زماننا ، وبالله المستعان . وحج بالناس في هذه السنة تركماني من جهة السلطان محمد بن ملكشاه . وفيها:
أنه [في سابع المحرم] دخل صبي إلى بيت أخته فوجد عندها رجلا ، فقتلها وهرب ، وكان ذلك بالنصرية ، فركب الشحنة ، وخرب المحلة . وفي رابع عشر صفر: خرج الوزير أبو القاسم علي بن جهير من داره بباب العامة إلى الديوان على عادته ، فلما استقر في الديوان وصل إليه أبو الفرج بن رئيس الرؤساء وبهج ، وشافهاه بعزله ، فانصرف إلى داره ماشيا ، ومشيا معه ، وكان سيف الدولة صدقة قد قرر أمره لما رد إلى الوزارة أنه متى تغير الرأي فيه عزل مصونا ، فقصد دار سيف الدولة بعد عزله ، وهو يقول في الطريق: أمنك الله يا سيف الدولة يوم الفزع الأكبر كما أمنتني . فأقام بدار سيف الدولة إلى أن نفذ إليه قوما من الحلة ، فخرج معهم هو وولده وأصحابه .
وكانت مدة وزارته ثلاث سنين وخمسة أشهر وأياما ، وكان قد استفسد في وزارته هذه قلوب جماعة عليه ، منهم: قاضي القضاة أبو الحسن الدامغاني ، وصاحب المخزن أبو القاسم ابن الفقيه . وأمر الخليفة بنقض داره التي بباب العامة ، وكان في ذلك عبرة من جهة أن أبا نصر بن جهير بناها بأنقاض دور الجانب الغربي وباب محول على يدي صاحب الشرطة أبي الغنائم بن إسماعيل ، وكان هذا الشرطي يأخذ أكثر ذلك لنفسه ويحتج بعمارة هذه الدار ، ولا يقدر الضعفاء على منعه ، فكانت عاقبة الظلم الخراب وذهاب الأموال ، فلما عزل استنيب قاضي القضاة أبو الحسن ، وجعل معه أبو الحسين بن رضوان مشاركا له وجالسا إلى جانبه ، ثم استدعي إلى حضرة الخلافة يوم الثلاثاء سابع عشر ربيع الأول أبو المعالي هبة الله بن محمد بن المطلب ، فكلمه بما شد أزره وشافهه بالتعويل عليه ، وتقدم بإفاضة الخلع عليه ، فخرج إلى الديوان ، وقرأ أبو الحسين بن رضوان عهده وهو من إنشاء ابن رضوان .
[استدعاء أبي القاسم بن الحصين صاحب المخزن]
وفي هذا اليوم استدعي أبو القاسم بن الحصين صاحب المخزن إلى باب الحجرة فخلع عليه هناك؛ إبانة لمحله ، ورفعا لمنزلته .
[وفي ذي القعدة عول في ديوان الزمام على أبي الحسن علي بن صدقة ، وخلع عليه ، ولقب عميد الدولة] .