ذكر عدة حوادث
في سنة أربع وخمسمائة عزل نظام الملك أحمد من وزارة السلطان ، ووزر بعده الخطير محمد بن الحسين الميبذي .
وفيها ورد رسول ملك الروم إلى السلطان يستنفره على الفرنج ، ويحثه على قتالهم ودفعهم عن البلاد ، وكان وصوله قبل وصول أهل حلب ، وكان أهل حلب يقولون للسلطان : أما تتقي الله تعالى أن يكون ملك الروم أكثر حمية منك للإسلام ، حتى قد أرسل إليك في جهادهم !
وفيها ، وأخذت بأنفاس الناس ، ولم يقدر أحد أن يفتح عينيه ، ومن فتحهما لا يبصر يده ، ونزل على الناس رمل ، ويئس الناس من الحياة ، وأيقنوا بالهلاك ، ثم تجلى قليلا ، وعاد إلى الصفوة ، وكان ذلك أول وقت العصر إلى بعد المغرب . وفي شعبان درس أبو بكر الشامي بالنظامية مع التاجية ، وحضر عنده الوزير والأعيان من الدولة وغيرهم ، وحج بالناس الأمير قايماز ، ولم يتمكن الخراسانيون من الحج من العطش وقلة الماء . هبت بمصر ريح سوداء أظلمت بها الدنيا [جلوس ابن الشجري في حلقة النحويين]
وجلس الشريف أبو السعادات ابن الشجري في حلقة النحويين بجامع المنصور ، وحضر عنده الأكابر . وخرج زين الإسلام أبو سعد الهروي لاستدعاء خاتون بنت ملك شاه زوجة الخليفة 1 المستظهر ، فدخلت بغداد يوم السبت ثامن عشرين رجب من هذه السنة ، ونزلت بدار المملكة عند أخيها السلطان محمد ، وزينت بغداد ، ونقل جهازها في رمضان ، فكان على مائة واثنين وستين جملا وسبعة وعشرين بغلا ، وجاءت النجائب والمهور والجواري المزينات ، وغلقت الأسواق ، ونصبت القباب ، وتشاغل الناس بالفرح ، وكان الزفاف في ليلة العاشر من رمضان . وفيها: كانت ملحمة كبيرة بين الفرنج وبين ابن تاشفين صاحب الأندلس، نصر فيها المسلمون، وقتلوا وأسروا وغنموا ما لا يعبر عنه، وبادت شجعان الفرنج.