الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            من توفي في سنة أربع وخمسمائة من الأكابر  

            أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الكاتب ، أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الكاتب ، أبو المكارم ، ويعرف بابن السكري:

            ولد سنة خمس وعشرين وأربعمائة ، وسمع الأمير أبا محمد الحسن بن علي بن المقتدر ، وروى عنه شيخنا عبد الوهاب الأنماطي .

            وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، ودفن في مقبرة باب حرب .

            إسماعيل بن محمد بن عبد الغافر ، أبو عبد الله بن أبي الحسين الفارسي إسماعيل بن محمد بن عبد الغافر ، أبو عبد الله بن أبي الحسين الفارسي:

            من أهل نيسابور ، المحدث ابن المحدث ، ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة ، وسمع من أبي حسان المزكي وغيره . وقدم بغداد فسمع من ابن المهتدي ، والجوهري ، وأبي الغنائم ابن المأمون . روى عنه شيخنا البسطامي ، وغيره .

            وتوفي في ذي القعدة من هذه السنة ، وهو ابن إحدى وثمانين سنة .

            إدريس بن حمزة بن علي ، أبو الحسن الشامي الرملي العثماني إدريس بن حمزة بن علي ، أبو الحسن الشامي الرملي العثماني:

            من أهل الرملة ، بلدة من بلاد فلسطين ، تفقه على أبي الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي ، ثم ببغداد على أبي إسحاق الشيرازي ، ودخل إلى بلاد خراسان ، وخرج إلى وراء النهر ، وسكن سمرقند ، وفوض إليه التدريس بها إلى أن توفي في هذه السنة ، وكان من فحول المناظرين .



            عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي ، أبو الفرج مؤدب ولد الخليفة المقتفي عبد الوهاب بن هبة الله بن السيبي ، أبو الفرج مؤدب ولد الخليفة المقتفي:

            روى عنه المقتفي الحديث ، وتوفي يوم السبت عشرين محرم هذه السنة عند عوده من الحج قبل وصوله إلى المدينة بيوم ، وحمل إلى المدينة فصلي عليه بها ، ودفن بالبقيع .

            علي بن محمد بن علي ، أبو الحسن الطبري الهراسي ، ويعرف بإلكيا علي بن محمد بن علي ، أبو الحسن الطبري الهراسي ، ويعرف بإلكيا:

            ولد في ذي القعدة سنة خمس وأربعمائة ، وتفقه على أبي المعالي الجويني ، وكان حافظا للفقه ، كان يعيد الدرس في ابتدائه بمدرسة نيسابور على كل مرقاة من مراقي مسمع مرة ، وكانت المراقي سبعين ، وسمع الحديث ، وكان فصيحا جهوري الصوت ، ودرس بالنظامية ببغداد مدة . وقد سمع الحديث الكثير ، وناظر وأفتى ودرس ، وكان من أكابر العلماء وسادات الفقهاء ، وله كتاب يرد فيه على ما انفرد به الإمام أحمد بن حنبل في مجلد ، وله غيره من المصنفات ، وقد اتهم في وقت بأنه يمالئ الباطنية فنزع منه التدريس ، ثم شهد جماعة من العلماء ببراءته من ذلك منهم ابن عقيل فأعيد إليه . وكانت وفاته يوم الخميس مستهل المحرم من هذه السنة عن أربع وخمسين سنة ، ودفن إلى جانب الشيخ أبي إسحاق الشيرازي ؛ رحمهما الله .

            وذكر القاضي ابن خلكان أنه كان يحفظ الحديث ويناظر به ، وهو القائل : إذا جالت فرسان الأحاديث في ميادين الكفاح طارت رءوس المقاييس في مهاب الرياح ، وحكى السلفي عنه أنه استفتي في كتبة الحديث هل يدخلون في الوصية للفقهاء ؟ فأجاب نعم ; لقوله صلى الله عليه وسلم : " من حفظ على أمتي أربعين حديثا بعثه الله فقيها عالما " وأنه استفتي في يزيد بن معاوية فذكر عنه ثلبا وفسقا وسوغ شتمه ، وأما الغزالي فإنه خالف في ذلك ومنع من لعنه ; لأنه مسلم ولم يثبت بأنه رضي بقتل الحسين ولو ثبت لم يكن ذلك مسوغا للعنه ; لأن القاتل لا يلعن ، لا سيما وباب التوبة مفتوح وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ( الشورى : من الآية 25 ) قال : وأما الترحم عليه فجائز ؛ بل مستحب ؛ بل نحن نترحم عليه في جملة المسلمين والمؤمنين عموما في الصلوات ، ذكره ابن خلكان مبسوطا بلفظه في ترجمة إلكيا هذا ، قال : وإلكيا معناه : كبير القدر ، المقدم المعظم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية