الخلف بين السلطان سنجر ومحمد خان والصلح بينهما
في سنة سبع وخمسمائة كثر الحديث عن سنجر : أن محمد خان بن سليمان بن داود قد مد يده إلى أموال الرعايا ، وظلمهم ظلما كثيرا ، وأنه خرب البلاد بظلمه وشره ، وأنه قد صار يستخف بأوامر سنجر ، ولا يلتفت إلى شيء منها ، فتجهز سنجر وجمع عساكره وسار يريد قصده بما وراء النهر ، فخاف محمد خان ، فأرسل إلى الأمير قماج ، وهو أكبر أمير مع سنجر ، يسأله أن يصلح الحال بينه وبين سنجر ، وأرسل أيضا إلى خوارزمشاه بمثل ذلك ، وسألهما في إرضاء السلطان عنه ، واعترف بأنه أخطأ ، فأجاب سنجر إلى صلحه على شرط أن يحضر عنده ويطأ بساطه ، فأرسل محمد خان يذكر خوفه لسوء صنيعه ، ولكنه يحضر الخدمة ، ويخدم السلطان ، وبينهما نهر جيحون ، ثم يعاود بعد ذلك الحضور عنده ، والدخول إليه ، فحسنوا الإجابة إلى ذلك ، والاشتغال بغيره ، فامتنع ، ثم أجاب .
وكان سنجر على شاطئ جيحون من الجانب الغربي ، وجاء محمد خان إلى الجانب الشرقي ، فترجل وقبل الأرض وسنجر راكب ، وعاد كل واحد منهما إلى خيامه ، ورجعوا إلى بلادهم ، وسكنت الفتنة بينهما .