ذكر أمر العيارين ببغداد
وفي هذه السنة زاد أمر العيارين وكثروا ؛ لأمنهم من الطلب بسبب ابن الوزير وابن قاروت أخي زوجة السلطان ; لأنهما كان لهما نصيب في الذي يأخذه العيارون .
وكان النائب في شحنكية بغداد يومئذ مملوك اسمه إيلدكز ، وكان صارما مقداما ظالما ، فحمله الإقدام إلى أن حضر عند السلطان ، وقال له السلطان :
إن السياسة قاصرة ، والناس قد هلكوا ، فقال :
يا سلطان العالم ، إذا كان عقيد العيارين ولد وزيرك وأخا امرأتك ، فأي قدرة لي على المفسدين ؟ وشرح له الحال ، فقال له :
الساعة تخرج وتكبس عليهما أين كانا وتصلبهما ، فإن فعلت وإلا صلبتك ، فأخذ خاتمه ، وخرج فكبس على ابن الوزير فلم يجده ، فأخذ من كان عنده ، وكبس على ابن قاروت فأخذه وصلبه ، فأصبح الناس وهرب ابن الوزير ، وشاع في الناس الأمر ، ورثي ابن قاروت مصلوبا ، فهرب أكثر العيارين ، وقبض على من أقام ، وكفى الناس شرهم .