الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ثم دخلت سنة أربعين وخمسمائة

            ذكر اتفاق بوزابة وعباس على منازعة السلطان

            في هذه السنة سار بوزابة صاحب فارس وخوزستان ، وعساكره إلى قاشان ، ومعه الملك محمد [ ابن السلطان محمود ، واتصل بهم الملك سليمان شاه ] ابن السلطان محمد ، واجتمع بوزابة والأمير عباس صاحب الري ، واتفقا على الخروج عن طاعة السلطان مسعود ، وملكا كثيرا من بلاده .

            ووصل الخبر إليه وهو ببغداد ومعه الأمير عبد الرحمن طغايرك ، وهو أمير حاجب ، حاكم في الدولة ، وكان ميله إليهما ، فسار السلطان في رمضان عن بغداد ، ونزل بها الأمير مهلهل ، ونظر ، وجماعة من غلمان بهروز ; وسار السلطان وعبد الرحمن معه ، فتقارب العسكران ، ولم يبق إلا المصاف ، فلحق سليمان شاه بأخيه مسعود ، وشرع عبد الرحمن في تقرير الصلح على القاعدة التي أرادوها ، وأضيف إلى عبد الرحمن ولاية أذربيجان وأرانية إلى ما بيده ، وصار أبو الفتح بن دارست وزير السلطان مسعود ، وهو وزير بوزابة ، فصار السلطان معهم تحت الحجر ، وأبعدوا بك أرسلان بن بلنكري المعروف بخاص بك ، وهو ملازم السلطان وتربيته ، وصار في خدمة عبد الرحمن ليحقن دمه ، وصار الجماعة في خدمة السلطان صورة لا معنى تحتها ، والله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية