ذكر عدة حوادث
في سنة تسعين وخمسمائة كانت ، وسقطت منها الجبانة التي عند مشهد أمير المؤمنين علي - عليه السلام . زلزلة في ربيع الأول بالجزيرة والعراق وكثير من البلاد
وفيها - في جمادى الآخرة - اجتمعت زعب وغيرها من العرب ، وقصدوا مدينة النبي - صلى إليه عليه وسلم - فخرج إليهم هاشم بن قاسم - أخو أمير المدينة - فقاتلهم ، فقتل هاشم ، وكان أمير المدينة قد توجه إلى الشام ; فلهذا طمعت العرب فيه . وفيها لما استقر الملك الأفضل بن صلاح الدين مكان أبيه بدمشق ، بعث بهدايا سنية فيها تحف شريفة إلى باب الخلافة ; من ذلك سلاح أبيه ، وحصانه الذي كان يحضر عليه الغزوات ، وأشياء كثيرة ; منها صليب الصلبوت الذي استلبه أبوه من الفرنج يوم حطين وفيه من الذهب ما ينيف على عشرين رطلا وهو مرصع بالجواهر النفيسة ، وأربع جوار من بنات ملوك الفرنج ، وأنشأ له العماد الكاتب كتابا حافلا يذكر فيه التعزية بأبيه ، والسؤال من الخليفة أن يكون في ملكه من بعده فأجيب إلى ذلك . وفيها ، وتغضب عليه ، ونفاه إلى واسط فمكث خمسة أيام لم يستطعم بطعام ، وأقام بها خمسة أعوام يخدم نفسه ، ويستقي من بئر عميقة لنفسه الماء ، وكان شيخا كبيرا قد بلغ ثمانين سنة ، وكان يتلو في كل يوم وليلة ختمة ، قال : ولم أقرأ سورة يوسف لوجدي على ولدي يوسف إلى أن فرج الله. نقم الخليفة على الشيخ أبي الفرج بن الجوزي