الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            ذكر عدة حوادث

            في سنة تسعين وخمسمائة كانت زلزلة في ربيع الأول بالجزيرة والعراق وكثير من البلاد  ، وسقطت منها الجبانة التي عند مشهد أمير المؤمنين علي - عليه السلام .

            وفيها - في جمادى الآخرة - اجتمعت زعب وغيرها من العرب ، وقصدوا مدينة النبي - صلى إليه عليه وسلم - فخرج إليهم هاشم بن قاسم - أخو أمير المدينة - فقاتلهم ، فقتل هاشم ، وكان أمير المدينة قد توجه إلى الشام ; فلهذا طمعت العرب فيه . وفيها لما استقر الملك الأفضل بن صلاح الدين مكان أبيه بدمشق ، بعث بهدايا سنية فيها تحف شريفة إلى باب الخلافة ; من ذلك سلاح أبيه ، وحصانه الذي كان يحضر عليه الغزوات ، وأشياء كثيرة ; منها صليب الصلبوت الذي استلبه أبوه من الفرنج يوم حطين وفيه من الذهب ما ينيف على عشرين رطلا وهو مرصع بالجواهر النفيسة ، وأربع جوار من بنات ملوك الفرنج ، وأنشأ له العماد الكاتب كتابا حافلا يذكر فيه التعزية بأبيه ، والسؤال من الخليفة أن يكون في ملكه من بعده فأجيب إلى ذلك . وفيها نقم الخليفة على الشيخ أبي الفرج بن الجوزي  ، وتغضب عليه ، ونفاه إلى واسط فمكث خمسة أيام لم يستطعم بطعام ، وأقام بها خمسة أعوام يخدم نفسه ، ويستقي من بئر عميقة لنفسه الماء ، وكان شيخا كبيرا قد بلغ ثمانين سنة ، وكان يتلو في كل يوم وليلة ختمة ، قال : ولم أقرأ سورة يوسف لوجدي على ولدي يوسف إلى أن فرج الله.

            التالي السابق


            الخدمات العلمية