الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            استهلت سنة ثمان وخمسين وسبعمائة والخليفة أمير المؤمنين المعتضد بالله أبو بكر بن المستكفي بالله أبي الربيع سليمان العباسي ، وسلطان الإسلام بالديار المصرية وما يتبعها ، وبالبلاد الشامية وما والاها ، والحرمين الشريفين ، وغير ذلك - الملك الناصر حسن ابن الملك الناصر محمد ابن الملك المنصور قلاوون الصالحي ، وليس له بمصر نائب ولا وزير ، وإنما ترجع الأمور إصدارا ، وإيرادا إلى الأميرين الكبيرين; سيف الدين شيخون ، وصرغتمش الناصريين ، وقضاة مصر هم المذكورون في التي قبلها ، ونائب الشام بدمشق الأمير علاء الدين أمير علي المارداني ، وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها . وجاء الخبر بأن الأمير سيف الدين شيخون مدبر الممالك بالديار المصرية والشامية ، ظفر عليه مملوك من مماليك السلطان ، فضربه بالسيف ضربات فجرحه في أماكن في جسده; منها ما هو في وجهه ، ومنها ما هو في يده ، فحمل إلى منزله صريعا طريحا جريحا ، وغضبت لذلك طوائف من الأمراء حتى قيل إنهم ركبوا ، ودعوا إلى المبارزة ، فلم يجئ إليهم ، وعظم الخطب بذلك جدا ، واتهموا به الأمير سيف الدين صرغتمش ، وغيره ، وأن هذا إنما فعل عن ممالأة منهم . فالله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية