سر الفصاحة كامن في المعدن لخصائص الأرواح لا للألسن
وقول الآخر :
لسان فصيح معرب في كلامه فيا ليته في موقف الحشر يسلم
وما ينفع الإعراب إن لم يكن تقى وما ضر ذا تقوى لسان معجم
[ ص: 184 ] نعم ما يخل بأمر التبليغ من رتة تؤدي إلى عدم فهم الوحي معها ونفرة السامع عن سماع ذلك مما يجل عنه الأنبياء عليهم السلام فهم كلهم فصحاء اللسان، لا يفوت سامعهم شيء من كلامهم ولا ينفر عن سماعه وإن تفاوتوا في مراتب تلك الفصاحة وكأنه عليه السلام إنما لم يطلب أعلى مراتب فصاحة اللسان وطلاقته عند ومن وافقه لأنه لم ير في ذلك كثير فضل ، وغاية ما قيل فيه أنه زينة من زينة الدنيا وبهاء من بهائها والفضل الكثير في فصاحة البيان بالمعنى المشهور في عرف أهل المعاني والبيان وما ورد مما يدل على ذم ذلك فليس على إطلاقه كما بين في شروح الأحاديث . ثم إن المشهور تفسير اللسان بالآلة الجارحة نفسها وفسره بعضهم بالقوة النطقية القائمة بالجارحة . والفقه العلم بالشيء والفهم له كما في القاموس وغيره ، وقال الجبائي : هو التوصل إلى علم غائب بعلم شاهد فهو أخص من العلم . الراغب
والظاهر هنا الفهم أي احلل عقدة من لساني يفهموا قولي