ثم إنكم بعد ذلك لميتون   ثم إنكم يوم القيامة تبعثون   
قرأ  ابن أبي عبلة  وابن محيصن   : "لمائتون " ، والفرق بين الميت والمائت : أن الميت كالحي صفة ثابتة ، وأما المائت ، فيدل على الحدوث ، تقول : زيد مائت الآن ، ومائت غدا ؛ كقولك : يموت ؛ ونحوهما : ضيق وضائق ، وفي قوله تعالى : وضائق به صدرك   [هود : 12 ] ، جعل الإماتة التي هي إعدام الحياة ، والبعث الذي هو إعادة ما يفنيه ويعدمه : دليلين أيضا- على اقتدار عظيم بعد الإنشاء والاختراع . 
فإن قلت : فإذا لا حياة إلا حياة الإنشاء وحياة البعث . 
قلت : ليس في ذكر الحياتين نفي الثالثة وهي حياة القبر ، كما لو ذكرت ثلثي ما عندك وطويت ذكر ثلثه لم يكن دليلا على أن الثلث ليس عندك وأيضا- فالغرض ذكر هذه الأجناس الثلاثة : الإنشاء ، والإماتة ، والإعادة ، والمطوي ذكرها من جنس الإعادة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					