لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا   
فإن قلت : فما حقيقة قوله : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة  وقرئ : (أسوة ) بالضم ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أنه في نفسه أسوة حسنة ، أي : قدوة ، وهو الموتسى ، أي : المقتدى به ، كما تقول : في البيضة عشرون منا حديد ، أي : هي في نفسها هذا المبلغ من الحديد . والثاني : أن فيه خصلة من حقها أن يؤتسى بها وتتبع . وهي المواساة بنفسه لمن كان يرجو الله  بدل من لكم ، كقوله : للذين استضعفوا لمن آمن منهم   [الأعراف : 75 ] يرجو الله واليوم الآخر ، من قولك رجوت زيدا وفضله ، أي : فضل زيد . أو يرجو أيام الله . واليوم الآخر خصوصا . والرجاء بمعنى الأمل أو الخوف وذكر الله  [ ص: 59 ] كثيرا  وقرن الرجال بالطاعات الكثيرة والتوفر على الأعمال الصالحة ، والمؤتسي برسول الله -صلى الله عليه وسلم - : من كان كذلك . 
				
						
						
