الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير

                                                                                                                                                                                                "بالحق " حال من أحد الضميرين ، يعني : محقا أو محقين ، أو صفة للمصدر ، أي : إرسالا مصحوبا بالحق . أو صلة لبشير ونذير على : بشيرا بالوعد الحق ، ونذيرا بالوعيد الحق . والأمة الجماعة الكثيرة . قال الله تعالى : وجد عليه أمة من الناس ، ويقال لأهل كل عصر : أمة ، وفى حدود المتكلمين : الأمة هم المصدقون بالرسول -صلى الله عليه وسلم - دون المبعوث إليهم ، وهم الذين يعتبر إجماعهم ، والمراد ها هنا : أهل العصر . فإن قلت : كم من أمة في الفترة بين عيسى ومحمد عليهما الصلاة والسلام ولم يخل فيها نذير ؟ قلت : إذا كانت آثار النذارة باقية لم تخل من نذير إلى أن تندرس ، حين اندرست آثار نذارة عيسى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم . فإن قلت : كيف اكتفى بذكر النذير عن البشير في آخر الآية بعد ذكرهما ؟ قلت : لما كانت النذارة مشفوعة بالبشارة لا محالة ، دل ذكرها على ذكرها ، لا سيما قد اشتملت الآية على ذكرهما .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية