بل عجبت ويسخرون   وإذا ذكروا لا يذكرون   وإذا رأوا آية يستسخرون   
بل عجبت  من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة "و " هم "يسخرون " منك ومن  [ ص: 204 ] تعجبك وما تريهم من آثار قدرة الله ، أو من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث وقرئ بضم التاء ، أي : بلغ من عظم آياتي وكثرة خلائقي أني عجبت منها ، فكيف بعبادي وهؤلاء بجهلهم وعنادهم يسخرون من آياتي ، أو عجبت من أن ينكروا البعث ممن هذه أفعاله ، وهم يسخرون ممن يصف الله بالقدرة عليه . فإن قلت : كيف يجوز العجب على الله تعالى ، وإنما هو روعة تعتري الإنسان عند استعظامه الشيء ، والله تعالى لا يجوز عليه الروعة ؟ قلت : فيه وجهان ، أحدهما : أن يجرد العجب لمعنى الاستعظام ، والثاني : أن يتخيل العجب ويفرض . وقد جاء في الحديث :  "عجب ربكم من ألكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم "  . وكان  شريح  يقرأ بالفتح ، ويقول : إن الله لا يعجب من شيء ، وإنما يعجب من لا يعلم ، فقال  إبراهيم النخعي   : إن  شريحا  كان يعجبه علمه وعبد الله  أعلم ، يريد  عبد الله بن مسعود  ، وكان يقرأ بالضم . وقيل : معناه : قل يا محمد  بل عجبت . وإذا ذكروا  ودأبهم أنهم إذا وعظوا بشيء لا يتعظون به وإذا رأوا آية  من آيات الله البينة كانشقاق القمر ونحوه "يستسخرون " يبالغون في السخرية ، أو يستدعي بعضهم من بعض أن يسخر منها . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					