ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون   
يلمزك   : يعيبك في قسمه الصدقات ويطعن عليك، قيل: هم المؤلفة قلوبهم. وقيل: هو ابن ذي الخويصرة  رأس الخوارج،  كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم غنائم حنين  فقال: اعدل يا رسول الله، فقال صلوات الله عليه وسلامه: "ويلك إن لم أعدل فمن يعدل ؟" وقيل: هو أبو الجواظ،  من المنافقين، قال : ألا ترون إلى صاحبكما!  [ ص: 59 ] إنما يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم، وهو يزعم أنه يعدل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا أبا لك أما كان موسى  راعيا، أما كان داود  راعيا" فلما ذهب قال عليه الصلاة والسلام: "احذروا هذا وأصحابه; فإنهم منافقون". وقرئ: "يلمزك" بالضم، و"يلمزك" و"يلامزك" التثقيل والبناء على المفاعلة; مبالغة في اللمز، ثم وصفهم بأن رضاهم وسخطهم لأنفسهم، لا للدين وما فيه صلاح أهله; لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استعطف قلوب أهل مكة  يومئذ بتوفير الغنائم عليهم فضجر المنافقون منه، و"إذا" للمفاجأة: أي: وإن لم يعطوا منها فاجؤوا للسخط . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					