الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون

                                                                                                                                                                                                                                      95 - إن الله فالق الحب والنوى بالنبات والشجر، أي: فلق الحب عن السنبلة، والنواة عن النخلة، والفلق: الشق، وعن مجاهد: أراد الشقين اللذين في النواة، والحنطة. يخرج الحي من الميت النبات الغض النامي من الحب اليابس ومخرج الميت من الحي الحب اليابس من النبات النامي، أو الإنسان من النطفة، والنطفة من الإنسان، أو المؤمن من الكافر، والكافر من المؤمن. فاحتج الله عليهم بما يشاهدونه من خلقه; لأنهم أنكروا البعث، فأعلمهم أنه الذي خلق هذه الأشياء، فهو يقدر على بعثهم. وإنما قال: ومخرج الميت بلفظ اسم الفاعل; لأنه معطوف على فالق الحب، لا على الفعل. و يخرج الحي من الميت موقعه موقع الجملة المبينة لقوله: فالق الحب والنوى لأن فلق الحب والنوى بالنبات والشجر الناميين من جنس إخراج الحي من الميت; لأن النامي في حكم الحيوان، دليله قوله: ويحيي الأرض بعد موتها ذلكم الله ذلكم المحيي والمميت هو الله، الذي تحق له الربوبية، لا الأصنام فأنى تؤفكون فكيف تصرفون عنه، وعن توليه إلى غيره بعد وضوح الأمر بما ذكرنا.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية