لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون
لو كان هؤلاء أي : أصنامهم آلهة كما يزعمون ما وردوها وحيث تبين ورودهم إياها تعين امتناع كونها آلهة بالضرورة . وهذا كما ترى صريح في أن المراد بما يعبدون هي الأصنام ، لأن المراد إثبات نقيض ما يدعونه ، وهم إنما يدعون إلهية الأصنام لا إلهية الشياطين حتى يحتج بورودها النار على عدم إلهيتها ، وأما ما وقع في الحديث الشريف فقد وقع بطريق التكملة بانجرار الكلام إليه عند بيان ما سيق له النظم الكريم بطريق العبارة ، حيث سأل ابن الزبعرى عن حال سائر المعبودين وكان الاقتصار على الجواب الأول مما يوهم الرخصة في عبادتهم في الجملة لأنهم المعبودون عندهم ، أجيب ببيان أن المعبودين هم الشياطين وأنهم داخلون في حكم النص لكن بطريق العبارة لئلا يلزم التدافع بين الخبرين .
وكل أي : من العبدة والمعبودين فيها خالدون لا خلاص لهم عنها .