لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين   
لن ينال الله  أي : لن يبلغ مرضاته ، ولن يقع منه موقع القبول لحومها   [ ص: 108 ] المتصدق بها ولا دماؤها  المهراقة بالنحر من حيث إنها لحوم ودماء . ولكن يناله التقوى منكم  ولكن يصيبه تقوى قلوبكم التي تدعوكم إلى الامتثال بأمره تعالى وتعظيمه والتقرب إليه والإخلاص له . وقيل : كان أهل الجاهلية يلطخون الكعبة بدماء قرابينهم فهم به المسلمون فنـزلت . 
كذلك سخرها لكم  تكرير للتذكر والتعليل بقوله تعالى : لتكبروا الله  أي : لتعرفوا عظمته باقتداره على ما لا يقدر عليه غيره فتوحدوه بالكبرياء ، وقيل : هو التكبير عند الإحلال أو الذبح . على ما هداكم  أي : أرشدكم إلى طريق تسخيرها وكيفية التقرب بها . و"ما" مصدرية أو موصولة ، أي : على هدايته إياكم أو على ما هداكم إليه ، و"على" متعلقة بتكبروا لتضمنه معنى الشكر . 
وبشر المحسنين  أي : المخلصين في كل ما يأتون وما يذرون في أمور دينهم . 
				
						
						
