الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيرا

                                                                                                                                                                                                                                      وكلا منصوب بمضمر يدل عليه ما بعده فإن ضرب المثل في معنى التذكير والتحذير ، والمحذوف الذي عوض عنه التنوين عبارة إما عن الأمم التي لم يذكر أسباب إهلاكهم ، وإما عن الكل فإن ما حكي عن قوم نوح وقوم فرعون تكذيبهم للآيات والرسل لا عدم التأثير من الأمثال المضروبة ، أي : ذكرنا وأنذرنا كل واحد من المذكورين . ضربنا له الأمثال أي : بينا له القصص العجيبة الزاجرة عما هم عليه من الكفر والمعاصي بواسطة الرسل .

                                                                                                                                                                                                                                      وكلا الآمال التي هي إنجاء بني إسرائيل تبرنا تتبيرا عجيبا هائلا لما أنهم لم يتأثروا بذلك ولم يرفعوا له رأسا وتمادوا على ما هم عليه من الكفر والعدوان ، وأصل التتبير : التفتيت ، قال الزجاج : كل شيء كسرته وفتتته فقد تبرته ، ومنه التبر لفتات الذهب والفضة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية