الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وفعلت فعلتك التي فعلت وأنت من الكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      وفعلت فعلتك التي فعلت يعني : قتل القبطي ، بعد ما عدد عليه نعمته من تربيته وتبليغه مبلغ الرجال وبخه بما جرى عليه من قتل خبازه وعظم ذلك وفظعه . وقرئ : "فعلتك" بكسر الفاء لأنها كانت نوعا من القتل .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنت من الكافرين أي : بنعمتي حيث عمدت إلى قتل رجل من خواصي ، أو أنت حينئذ ممن تكفرهم الآن ، وقد افترى عليه الصلاة والسلام أو جهل أمره عليه الصلاة والسلام حيث كان يعايشهم بالتقية ، وإلا فأين هو عليه الصلاة والسلام من مشاركتهم في الدين ؟ . فالجملة حينئذ حال من احدى التاءين ، ويجوز أن يكون حكما مبتدأ عليه أنه من الكافرين بإلهيته أو ممن يكفرون في دينهم حيث كانت لهم آلهة يعبدونها ، أو من الكافرين بالنعم المعتادين لغمطها ، ومن اعتاد ذلك لا يكون مثل هذه الجناية بدعا منه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية