إن الذين لا يؤمنون بالآخرة زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون   
إن الذين لا يؤمنون بالآخرة  بيان لأحوال الكفرة بعد بيان أحوال المؤمنين ، أي : لا يؤمنون بها وبما فيها من الثواب على الأعمال الصالحة والعقاب على السيئات حسبما ينطق به القرآن . 
زينا لهم أعمالهم  القبيحة حيث جعلناها مشتهاة للطبع محبوبة للنفس كما ينبئ عنه قوله صلى الله عليه وسلم :  "حفت النار بالشهوات" ، أو الأعمال الحسنة ببيان حسنها في أنفسها حالا واستتباعها لفنون المنافع مآلا وإضافتها إليهم باعتبار أمرهم بها وإيجابها عليهم . 
فهم يعمهون  يتحيرون ويترددون على التجدد والاستمرار ، فمع الاشتغال بها والانهماك فيها من غير ملاحظة لما يتبعها من نفع وضر أو في الضلال والإعراض عنها ، والفاء على الأول لترتيب المسبب على السبب ، وعلى الثاني لترتيب ضد المسبب على السبب كما في قولك : وعظته فلم يتعظ ، وفيه إيذان بكمال عتوهم ومكابرتهم وتعكيسهم في الأمور . 
				
						
						
