الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون

                                                                                                                                                                                                                                      فلما أحست منهم الميل إلى الحراب والعدول عن سنن الصواب شرعت في تزييف مقلتهم المبنية على الغفلة عن شأن سليمان عليه السلام وذلك قوله تعالى : قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية من القرى على منهاج المقاتلة والحراب أفسدوها بتخريب عماراتها وإتلاف ما فيها من الأموال وجعلوا أعزة أهلها أذلة بالقتل والأسر والإجلاء وغير ذلك من فنون الإهانة والإذلال .

                                                                                                                                                                                                                                      وكذلك يفعلون تأكيد لما وصفت من حالهم بطريق الاعتراض التذييلي وتقرير له بأن ذلك عادتهم المستمرة ، وقيل : تصديق لها من جهة الله تعالى على طريقة قوله تعالى : ولو جئنا بمثله مددا إثر قوله تعالى : لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية