الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      ويوم نحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآياتنا فهم يوزعون

                                                                                                                                                                                                                                      ويوم نحشر من كل أمة فوجا بيان إجمالي لحال المكذبين عند قيام الساعة بعد بيان بعض مبادئها ، و"يوم" منصوب بمضمر خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم ، والمراد بهذا الحشر : هو الحشر للعذاب بعد الحشر الكلي الشامل لكافة الخلق ، وتوجيه الأمر بالذكر إلى الوقت مع أن المقصود تذكير ما وقع فيه من الحوادث قد مر بيان سره مرارا ؛ أي : واذكر لهم وقت حشرنا ؛ أي : جمعنا من كل أمة من أمم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، أو من أهل كل قرن من القرون جماعة كثيرة ، فمن تبعيضية؛ لأن كل أمة منقسمة إلى مصدق ومكذب .

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله تعالى : ممن يكذب بآياتنا بيان للفوج ؛ أي : فوجا مكذبين بها فهم يوزعون أي : يحبس أولهم على آخرهم حتى يتلاحقوا ويجتمعوا في موقف التوبيخ والمناقشة ، وفيه من الدلالة على كثرة عددهم وتباعد أطرافهم ما لا يخفى . وعن ابن عباس رضي الله عنهما : أبو جهل ، والوليد بن المغيرة ، وشيبة بن ربيعة يساقون بين يدي أهل مكة ، وهكذا يحشر قادة سائر الأمم بين أيديهم إلى النار .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية