nindex.php?page=treesubj&link=30531_34203_19580_32533_29676_29677_32024_29283_30665_30666_30670_28979_31788nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا لو نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إلا أساطير الأولين (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وما لهم ألا يعذبهم الله وهم [ ص: 1500 ] يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جهنم يحشرون (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم أولئك هم الخاسرون (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف وإن يعودوا فقد مضت سنت الأولين (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير (40)
يمضي السياق في السورة، يستعرض الماضي في مواجهة الحاضر; ويصور للعصبة المسلمة التي خاضت المعركة وانتصرت فيها ذلك النصر المؤزر، مدى النقلة الهائلة بين ذلك الماضي وهذا الحاضر; ويريها فضل الله عليها في تدبيره لها وتقديره.. الأمر الذي تتضاءل إلى جانبه الأنفال والغنائم; كما تهون إلى جانبه التضحيات والمشاق.
ولقد سبق في الدرس الماضي تصوير ما كان عليه موقف المسلمين في
مكة - وقبل هذه الغزوة - من القلة والضعف وقلة المنعة، حتى ليخافون أن يتخطفهم الناس; وتصوير ما صاروا إليه من الإيواء والعزة والنعمة بتدبير الله ورعايته وفضله..
وهنا يستطرد إلى تصوير موقف المشركين وهم يبيتون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبيل الهجرة ويتآمرون. وهم يعرضون عما معه من الآيات ويزعمون أنهم قادرون على الإتيان بمثلها لو يشاءون! وهم يعاندون ويلج بهم العناد حتى ليستعجلون العذاب - إن كان هذا هو الحق من عند الله - بدلا من أن يفيئوا إليه ويهتدوا به!
ثم يذكر كيف ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، ويجمعوا لحرب رسول الله ويوعدهم بالخيبة والحسرة في الدنيا، والحشر إلى جهنم في الآخرة، والخسارة هنا وهناك من وراء الكيد والجمع والتدبير.
وفي النهاية يأمر الله نبيه أن يواجه الذين كفروا فيخيرهم بين أمرين: أن ينتهوا عن الكفر والعناد وحرب الله ورسوله فيغفر لهم ما سبق في جاهليتهم من هذه المنكرات. أو أن يعودوا لما هم عليه وما حاولوه فيصيبهم ما أصاب الأولين من أمثالهم وتجري عليه سنة الله بالعذاب الذي يشاؤه الله ويقدره كما يريد...
ثم يأمر الله المسلمين أن يقاتلوهم حتى لا تكون للكفر قوة يفتنون بها المسلمين; وحتى تتقرر الألوهية في
[ ص: 1501 ] الأرض لله وحده - فيكون الدين كله لله - فإن أعلنوا الاستسلام قبل منهم النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا ونيتهم يحاسبهم بها الله، والله بما يعملون بصير. وإن تولوا وظلوا على حربهم وعنادهم وعدم اعترافهم بألوهية الله وحده، وعدم استسلامهم لسلطان الله في الأرض، واصل المسلمون جهادهم، مستيقنين أن الله مولاهم، ونعم المولى ونعم النصير..
nindex.php?page=treesubj&link=30531_34203_19580_32533_29676_29677_32024_29283_30665_30666_30670_28979_31788nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=30وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=31وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (31)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=32وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنْ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (32)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=33وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=34وَمَا لَهُمْ أَلا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ [ ص: 1500 ] يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلا الْمُتَّقُونَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (34)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=35وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=36إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=37لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=38قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ (38)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=39وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنِ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39)
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=40وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)
يَمْضِي السِّيَاقُ فِي السُّورَةِ، يَسْتَعْرِضُ الْمَاضِيَ فِي مُوَاجَهَةِ الْحَاضِرِ; وَيُصَوِّرُ لِلْعُصْبَةِ الْمُسْلِمَةِ الَّتِي خَاضَتِ الْمَعْرَكَةَ وَانْتَصَرَتْ فِيهَا ذَلِكَ النَّصْرَ الْمُؤَزَّرَ، مَدَى النَّقْلَةِ الْهَائِلَةِ بَيْنَ ذَلِكَ الْمَاضِي وَهَذَا الْحَاضِرِ; وَيُرِيهَا فَضْلَ اللَّهِ عَلَيْهَا فِي تَدْبِيرِهِ لَهَا وَتَقْدِيرِهِ.. الْأَمْرُ الَّذِي تَتَضَاءَلُ إِلَى جَانِبِهِ الْأَنْفَالُ وَالْغَنَائِمُ; كَمَا تَهُونُ إِلَى جَانِبِهِ التَّضْحِيَاتُ وَالْمَشَاقُّ.
وَلَقَدْ سَبَقَ فِي الدَّرْسِ الْمَاضِي تَصْوِيرُ مَا كَانَ عَلَيْهِ مَوْقِفُ الْمُسْلِمِينَ فِي
مَكَّةَ - وَقَبْلَ هَذِهِ الْغَزْوَةِ - مِنَ الْقِلَّةِ وَالضَّعْفِ وَقِلَّةِ الْمَنَعَةِ، حَتَّى لَيَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَهُمُ النَّاسُ; وَتَصْوِيرُ مَا صَارُوا إِلَيْهِ مِنَ الْإِيوَاءِ وَالْعِزَّةِ وَالنِّعْمَةِ بِتَدْبِيرِ اللَّهِ وَرِعَايَتِهِ وَفَضْلِهِ..
وَهُنَا يَسْتَطْرِدُ إِلَى تَصْوِيرِ مَوْقِفِ الْمُشْرِكِينَ وَهُمْ يُبَيِّتُونَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قُبَيْلَ الْهِجْرَةِ وَيَتَآمَرُونَ. وَهُمْ يُعْرِضُونَ عَمَّا مَعَهُ مِنَ الآيَاتِ وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَى الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهَا لَوْ يَشَاءُونَ! وَهُمْ يُعَانِدُونَ وَيَلِجُّ بِهِمُ الْعِنَادُ حَتَّى لَيَسْتَعْجِلُونَ الْعَذَابَ - إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ - بَدَلًا مِنْ أَنْ يَفِيئُوا إِلَيْهِ وَيَهْتَدُوا بِهِ!
ثُمَّ يَذْكُرُ كَيْفَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَيَجْمَعُوا لِحَرْبِ رَسُولِ اللَّهِ وَيُوعِدُهُمْ بِالْخَيْبَةِ وَالْحَسْرَةِ فِي الدُّنْيَا، وَالْحَشْرِ إِلَى جَهَنَّمَ فِي الْآخِرَةِ، وَالْخَسَارَةُ هُنَا وَهُنَاكَ مِنْ وَرَاءِ الْكَيْدِ وَالْجَمْعِ وَالتَّدْبِيرِ.
وَفِي النِّهَايَةِ يَأْمُرُ اللَّهُ نَبِيَّهُ أَنْ يُوَاجِهَ الَّذِينَ كَفَرُوا فَيُخَيِّرَهُمْ بَيْنَ أَمْرَيْنِ: أَنْ يَنْتَهُوا عَنِ الْكُفْرِ وَالْعِنَادِ وَحَرْبِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَيَغْفِرَ لَهُمْ مَا سَبَقَ فِي جَاهِلِيَّتِهِمْ مِنْ هَذِهِ الْمُنْكَرَاتِ. أَوْ أَنْ يَعُودُوا لِمَا هُمْ عَلَيْهِ وَمَا حَاوَلُوهُ فَيُصِيبَهُمْ مَا أَصَابَ الْأَوَّلِينَ مِنْ أَمْثَالِهِمْ وَتَجْرِي عَلَيْهِ سُنَّةُ اللَّهِ بِالْعَذَابِ الَّذِي يَشَاؤُهُ اللَّهُ وَيُقَدِّرُهُ كَمَا يُرِيدُ...
ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ لِلْكُفْرِ قُوَّةٌ يَفْتِنُونَ بِهَا الْمُسْلِمِينَ; وَحَتَّى تَتَقَرَّرَ الْأُلُوهِيَّةُ فِي
[ ص: 1501 ] الْأَرْضِ لِلَّهِ وَحْدَهُ - فَيَكُونُ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ - فَإِنْ أَعْلَنُوا الِاسْتِسْلَامَ قَبِلَ مِنْهُمُ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هَذَا وَنِيَّتُهُمْ يُحَاسِبُهُمْ بِهَا اللَّهُ، وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ. وَإِنْ تَوَلَّوْا وَظَلُّوا عَلَى حَرْبِهِمْ وَعِنَادِهِمْ وَعَدَمِ اعْتِرَافِهِمْ بِأُلُوهِيَّةِ اللَّهِ وَحْدَهُ، وَعَدَمِ اسْتِسْلَامِهِمْ لِسُلْطَانِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ، وَاصَلَ الْمُسْلِمُونَ جِهَادَهُمْ، مُسْتَيْقِنِينَ أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاهُمْ، وَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ..