ولما فهم عنهم هذه الرغبة ، أخذ يزهدهم فيها بطريق الاستفهام الذي لا أنصف منه عن أوصاف يلجئهم السؤال إلى الاعتراف بسلبها عنهم ، مع علم كل عاقل إذا تعقل أنه لا تصح رتبة الإلهية مع فقد واحدة منها ، فكيف مع فقدها كلها؟ فقال تعالى مخبرا عنه : قال   معبرا عنها إنصافا بما يعبر به عن العقلاء لتنزيلهم إياها منزلتهم :  [ ص: 49 ] هل يسمعونكم  أي : دعاءكم مجرد سماع; ثم صور لهم حالهم ليمنعوا الفكر فيه ، فقال معبرا بظرف ماض وفعل مضارع تنبيها على استحضار جميع الزمان ليكون ذلك أبلغ في التبكيت : إذ تدعون  أي : استحضروا أحوالكم معهم من أول عبادتكم لهم وإلى الآن : هل سمعوكم وقتا ما؟ ليكون ذلك مرجيا لكم لحصول نفع منهم في وقت ما. 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					