ولما دهم النبي صلى الله عليه وسلم من الأسف على جلافتهم في عماهم عن السبيل ، الذي هدى إليه الدليل ، ما لا يعلمه إلا الله قال : ولا تحزن عليهم أي : في عدم إيمانهم.
ولما ، قال : كانوا لا يقتصرون على التكذيب ، بل يبغون للمؤمنين الغوائل ، وينصبون الحبائل ولا تكن مثبتا للنون لأنه في سياق الإخبار عن عنادهم واستهزائهم مع كفايته سبحانه وتعالى لمكرهم بما أعد لهم من سوء العذاب في الدارين ، فلا مقتضى للتناهي في الإيجاز والإبلاغ في نفي الضيق ، [فيفهم إثبات النون الرسوخ ، فلا يكون منهيا عما لا ينفك عنه العسر مما أشار إليه قوله تعالى : ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون وإنما ينهى عن التمادي معه في الذكر] بخلاف ما مضى في النحل ، فإن السياق هناك للعدل في العقوبة لما وقع من المصيبة في غزوة أحد المقتضي لتعظيم التسلية بالحمل على الصبر ، ونفي [جميع] الضيق ليكون ذلك وازعا عن مجاوزة الحد ، بل حاملا على العفو في ضيق أي : في الصدر مما يمكرون فإن الله جاعل تدميرهم في تدبيرهم كطغاة قوم صالح .