رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين    . واجعل لي لسان صدق في الآخرين   واجعلني من ورثة جنة النعيم    . واغفر  [ ص: 130 ] لأبي إنه كان من الضالين   ولا تخزني يوم يبعثون    . يوم لا ينفع مال ولا بنون   إلا من أتى الله بقلب سليم   
قوله تعالى: هب لي حكما  فيه ثلاثة أقوال . 
أحدها : النبوة ، قاله  أبو صالح  عن  ابن عباس   . والثاني : اللب ، قاله  عكرمة   . والثالث : الفهم والعلم ، قاله  مقاتل   . وقد بينا قوله : وألحقني بالصالحين  في سورة (يوسف : 101) ، وبينا معنى لسان صدق  في (مريم : 50) والمراد بالآخرين : الذين يأتون بعده إلى يوم القيامة . 
قوله تعالى: واغفر لأبي  قال  الحسن   : بلغني أن أمه كانت مسلمة على دينه ، فلذلك لم يذكرها . 
فإن قيل : فقد قال : اغفر لي ولوالدي   [إبراهيم : 41] . 
قيل : أكثر الذكر إنما جرى لأبيه ، فيجوز أن يسأل الغفران لأمه وهي مؤمنة ، فأما أبوه فلا شك في كفره . وقد بينا سبب استغفاره لأبيه في (براءة : 113) ، وذكرنا معنى الخزي في (آل عمران : 192) . 
قوله تعالى : يوم يبعثون  يعني : الخلائق . 
قوله تعالى: إلا من أتى الله بقلب سليم  فيه ستة أقوال . 
أحدها : سليم من الشرك ، قاله  الحسن  ،  وابن زيد   . 
والثاني : سليم من الشك ، قاله  مجاهد   . 
والثالث : سليم ، أي : صحيح ، وهو قلب المؤمن ، لأن قلب الكافر والمنافق مريض ، قاله  سعيد بن المسيب   . 
 [ ص: 131 ] والرابع : أن السليم في اللغة : اللديغ ، فالمعنى : كاللديغ من خوف الله تعالى ، قاله الجنيد   . 
والخامس : سليم من آفات المال والبنين ، قاله  الحسين بن الفضل   . 
والسادس : سليم من البدعة ، مطمئن على السنة ، حكاه  الثعلبي   . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					