[ ص: 200 ] سورة القصص 
وهي مكية كلها غير آية منها ، وهي قوله : إن الذي فرض عليك القرآن   [القصص : 85] فإنها نزلت عليه وهو بالجحفة  في وقت خروجه للهجرة ، هذا قول  ابن عباس   . وروي عن  الحسن  ،  وعطاء  ،  وعكرمة   : أنها مكية كلها . وزعم  مقاتل   : أن فيها من المدني الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون   [القصص : 52] إلى قوله : لا نبتغي الجاهلين   [القصص : 55] . وفيها آية ليست بمكية ولا مدنية وهي قوله : إن الذي فرض عليك القرآن   [القصص : 85] نزلت بالجحفة   . 
بسم الله الرحمن الرحيم 
طسم    . تلك آيات الكتاب المبين   نتلو عليك من نبإ موسى وفرعون بالحق لقوم يؤمنون    . إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم إنه كان من المفسدين   ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين    . ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون    . 
 [ ص: 201 ] قوله تعالى: طسم  قد سبق تفسيره [الشعراء] 
قوله تعالى: إن فرعون علا في الأرض  أي : طغى وتجبر في أرض مصر  وجعل أهلها شيعا  أي : فرقا وأصنافا في خدمته يستضعف طائفة منهم  وهم بنو إسرائيل ، واستضعافه إياهم : استعبادهم ، إنه كان من المفسدين  بالقتل والعمل بالمعاصي . يذبح أبناءهم  وقرأ أبو رزين  ،  والزهري  ، وابن محيصن  ،  وابن أبي عبلة   : " يذبح " بفتح الياء وسكون الذال خفيفة . 
قوله تعالى: ونريد أن نمن  أي : ننعم على الذين استضعفوا  وهم بنو إسرائيل ، ونجعلهم أئمة  يقتدى بهم في الخير وقال  قتادة   : ولاة وملوكا ونجعلهم الوارثين  لملك فرعون  بعد غرقه . 
قوله تعالى: ونري فرعون وهامان وجنودهما  وقرأ  حمزة  ،  والكسائي  ،  وخلف   : " ويرى " بياء مفتوحة وإمالة الألف التي بعد الراء " فرعون وهامان وجنودهما " بالرفع . ومعنى الآية : أنهم أخبروا أن هلاكهم على يدي رجل من بني إسرائيل ، فكانوا على وجل منهم ، فأراهم الله ما كانوا يحذرون . 
				
						
						
