ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون   
قوله تعالى: ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن  في التي هي أحسن ثلاثة أقوال . أحدها: أنها لا إله إلا الله، رواه  الضحاك  عن  ابن عباس .  والثاني: أنها الكف عنهم إذا بذلوا الجزية، فإن أبوا قوتلوا، قاله  مجاهد   . والثالث: أنها القرآن والدعاء إلى الله بالآيات والحجج . 
قوله تعالى: إلا الذين ظلموا منهم  وهم الذين نصبوا الحرب وأبوا أن يؤدوا الجزية، فجادلوا هؤلاء بالسيف حتى يسلموا أو يعطوا الجزية وقولوا   [ ص: 276 ] لمن أدى الجزية منهم إذا أخبركم بشيء مما في كتبهم آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم   [الآية] وقد روى  أبو هريرة  قال: كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية، ويفسرونها بالعربية لأهل الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم   " [الآية] . 
فصل 
واختلف في نسخ هذه الآية على قولين .  [ ص: 277 ] أحدهما: أنها نسخت بقوله تعالى: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله  إلى قوله: وهم صاغرون   [التوبة: 29]، قاله  قتادة،   والكلبي .  
والثاني: أنها ثابتة الحكم، وهو مذهب ابن زيد .  
				
						
						
