وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم    [ ص: 449 ] قوله تعالى:  (وإذ غدوت من أهلك)  قال المفسرون: في هذا الكلام تقديم وتأخير ، تقديره: ولقد نصركم الله ببدر ، وإذ غدوت من أهلك . وقال  ابن قتيبة:  تبوئ ، من قولك: بوأتك منزلا: إذا أفدتك إياه ، أو أسكنتكه . ومعنى مقاعد للقتال: المعسكر والمصاف . واختلفوا في أي يوم كان ذلك ، على ثلاثة أقوال . 
أحدها: أنه يوم أحد ،  قاله  عبد الرحمن بن عوف ،   وابن مسعود ،   وابن عباس ،   والزهري ،   وقتادة ،   والسدي ،  والربيع ،   وابن إسحاق ،  وذلك أنه خرج يوم أحد  من بيت  عائشة  إلى أحد ،  فجعل يصف أصحابه للقتال . والثاني: أنه يوم الأحزاب ، قاله  الحسن ،   ومجاهد ،   ومقاتل .  
والثالث: يوم بدر ،  نقل عن  الحسن  أيضا . قال  ابن جرير:  والأول أصح ، لقوله تعالى: إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا  وقد اتفق العلماء أن ذلك كان يوم أحد .  
قوله تعالى:  (والله سميع عليم)  قال  أبو سليمان الدمشقي:  سميع لمشاورتك إياهم في الخروج ، ومرادهم للخروج ، عليم بما يخفون من حب الشهادة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					