[ ص: 5160 ] القول في تأويل قوله تعالى: 
[ 14، 15] فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون   رفيع الدرجات ذو العرش يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق    . 
فادعوا الله مخلصين له الدين  أي: فاعبدوه مخلصين له الدين  ، عن شوب الشرك. 
ولو كره الكافرون  أي: غاظهم ذلك: رفيع الدرجات  أي: رفيع درجات عرشه؛ كقوله: ذي المعارج  وهي مصاعد الملائكة إلى أن تبلغ العرش. وهي دليل على عزته وملكوته، أو هو عبارة عن رفعة شأنه، وعلو سلطانه، وكمالاته، غير المتناهية: ذو العرش يلقي الروح  أي: الوحي والعلم اللدني الذي تحيا به القلوب الميتة: من أمره على من يشاء من عباده  أي: أهل عنايته الأزلية، واختصاصه للرسالة والنبوة: لينذر يوم التلاق  أي: يوم القيامة الكبرى، الذي يتلاقى فيه العبد بربه ليحاسبه على أعماله، أو العباد. 
				
						
						
