وقوله - عز وجل - : ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك ؛ هذا خطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم -؛ والطائفة هم طعمة هذا السارق؛ لأن بعضهم [ ص: 104 ] قد كان وقف على أنه سارق؛ وسأل النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يعذره؛ فالتأويل - والله أعلم - : لولا فضل الله عليك ورحمته بما أوحى إليك؛ وأعلمك أمر هذا السارق؛ لهمت طائفة أن يضلوك؛ والمعنى في " همت طائفة منهم أن يضلوك " : أي : فبفضل الله ورحمته صرف الله عنك أن تعمل ما همت به الطائفة؛ وقال بعضهم : معنى " أن يضلوك " : أن يخطئوك في حكمك. وقوله - جل وعز - : وما يضلون إلا أنفسهم ؛ أي : لأنهم هم يعملون عمل الضالين؛ والله يعصم نبيه - صلى الله عليه وسلم - من متابعتهم؛ والإضلال راجع عليهم؛ وواقع بهم.
وقوله : وما يضرونك من شيء ؛ أي : مع عصمة الله إياك؛ ونصره دينه؛ دين الحق؛ وقوله : وأنـزل الله عليك الكتاب والحكمة ؛ أي : بين في كتابه ما فيه الحكمة التي لا يقع لك معها ضلال.