700 - / قال : سبحان الذي أسرى [1]
لأنك تقول : "أسريت وسريت".
وقال : إنه هو السميع البصير [1]
فهو فيما ذكروا - والله أعلم - قل يا محمد : "سبحان الذي أسرى بعبده" ، وقل: "إنه هو السميع البصير".
701 - وقال : فإذا جاء وعد أولاهما [5]
لأن "الأولى" مثل : "الكبرى" يتكلم بها بـ "الألف واللام" ، ولا يقال : هذه أولى، والإضافة تعاقب "الألف واللام"؛ فلذلك قال : أولاهما ؛ كما تقول : "هذه كبراهما وكبراهن وكبراهم عنده".
702 - وقال : دعاءه بالخير [11]
فنصب "الدعاء" على الفعل ، كما تقول: "إنك منطلق انطلاقا".
703 - وقال : فلا تقل لهما أف [23]
وقد قرئت : " أف " و : ( أفا )؛ لغة؛ جعلوها مثل : "تعسا " وقرأ
[ ص: 422 ] بعضهم : ( أف ) ، وذلك أن بعض العرب يقول : "أف لك" ؛ على الحكاية، أي : "لا تقل لهما هذا القول". والرفع قبيح؛ لأنه لم يجئ بعده بـ "اللام". والذين قالوا : أف ، فكسروا كثير؛ وهو أجود. وكسر بعضهم ونون. وقال بعضهم : ( أفي ) كأنه أضاف هذا القول إلى نفسه ، فقال: "أفي هذا لكما" والمكسور من هذا منون وغير منون على أنه اسم غير متمكن نحو : "أمس" وما أشبهه، والمفتوح بغير نون كذلك.
وقال : ولا تنهرهما [23]
لأنه يقول: "نهره ينهره، وانتهره ينتهره".
704 - وقال : إن قتلهم كان خطئا [31]
من : "خطئ / يخطأ" ، تفسيره: أذنب، وليس في معنى : "أخطأ"؛ لأن : " ما أخطأت : ما صنعته خطأ"، و "خطئت" ما صنعته عمدا ؛ وهو الذنب، وقد يقول ناس من العرب: "خطئت" في معنى "أخطأت"، قال امرؤ القيس :
يا لهف نفسي إذ خطئن كاهلا القاتلين الملك الحلاحلا
تالله لا يذهب شيخي باطلا
[ ص: 423 ] وقال آخر:
والناس يلحون الأمير إذا هم خطئوا الصواب ولا يلام المرشد
705 - وقال : وزنوا بالقسطاس [35]
و : القسطاس مثل: "القرطاس والقرطاس" ، و"الفسطاط" والفسطاط".
706 - ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا [36]
قال : أولئك ، هذا وأشباهه ؛ مذكرا كان أو مؤنثا ؛ تقول فيه : "أولئك" قال الشاعر[ ] جرير
(266) ذم المنازل بعد منزلة اللوى والعيش بعد أولئك الأيام
وهذا كثير.
707 - وقال: مرحا [37]
[ ص: 424 ] و مرحا . والمكسورة أحسنهما؛ لأنك لو قلت: "تمشي مرحا" كان أحسن من "تمشي مرحا" ونقرؤها مفتوحة.
708 - وقال: حجابا مستورا [45]
لأن الفاعل قد يكون في لفظ المفعول/ كما تقول: "إنك مشئوم علينا وميمون "، وإنما هو: "شائم ويامن" ؛ لأنه من : "شأمهم ويمنهم"، و "الحجاب" ههنا هو: الساتر، وقال: مستورا .
709 - وقال : سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا [43]
فقال : علوا ولم يقل : تعاليا ، كما قال : وتبتل إليه تبتيلا [سورة المزمل: 8] ، قال الشاعر:
أنت الفداء لكعبة هدمتها ونقرتها بيديك كل منقر
منع الحمام مقيله من سقفها ومن الحطيم فطار كل مطير
وقال الآخر:
يجري عليها أيما إجراء
[ ص: 425 ] وقال الآخر: [ القطامي ]:
وخير الأمر ما استقبلت منه وليس بأن تتبعه اتباعا
710 - وقال : وإذ هم نجوى [47]
وإنما "النجوى" فعلهم ؛ كما تقول: "هم قوم رضى" ، وإنما "الرضى" فعلهم.
711 - وقال : وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن [53 ]
فجعله جوابا للأمر.
712 - وقال : وآتينا ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها [59]
يقول : بها كان ظلمهم، و"المبصرة": : البينة ، كما تقول: "الموضحة والمبينة".
713 - وقال: سنة من قد أرسلنا قبلك [77]
كما قال: رحمة من ربك [87]
[ ص: 426 ] 714 - وقرآن الفجر [78]
أي: وعليك قرآن الفجر .
715 - وقال : يئوسا [83]
لأنه من : "يئس".
716 - وقال : أيا ما تدعوا [110]
كأنه قال : "أيا تدعوا".
717 - وقال: وأجلب عليهم [64]
/ فقوله: وأجلب من: "أجلبت "، وهو في معنى "جلب"، والموصولة من: "جلب يجلب".
718 - وقال: أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى [110]
يقول: أي الدعاءين تدعو فله الأسماء الحسنى.
719 - وقال : عسى أن يبعثك ربك [79]
و : عسى ربكم أن يكفر عنكم [سورة التحريم: 8] ، فيقال : "عسى من الله واجبة" ، والمعنى : إنك لو علمت من رجل أنه لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه ، فقال لك: "عسى أن أكافئك" ، استنبت بعلمك به أنه سيفعل الذي يجب ؛ إذ كان لا يدع شيئا هو أحسن من شيء يأتيه.