758 - قال : ذكر رحمت ربك عبده زكريا [2]
قال: مما نقص عليك : ذكر رحمت ربك ، فانتصب "العبد" بالرحمة، وقد يقول الرجل : "هذا ذكر ضرب زيد عمرا".
759 - قال : نداء خفيا [3]
وجعله من "الإخفاء".
760 - وقال : شيبا [4]
لأنه مصدر في المعنى ، كأنه حين قال : واشتعل [4]
قال: "شاب" ؛ فقال : "شيبا" على المصدر ، وليس هو مثل "تفقأت شحما" ، و "امتلأت ماء"؛ لأن ذلك ليس بمصدر.
[ ص: 438 ] 761 - وقال : سويا [10]
على الحال ؛ كأنه أمره أن يكف عن الكلام سويا .
762 - وقال : يا أبت لا تعبد الشيطان / [44]
فإذا وقفت قلت: " يا أبه "، وهي "هاء" زيدت ؛ كنحو قولك: "يا أمه" ، ثم قال : "يا أم" ؛ إذا وصل ، ولكنه لما كان "الأب" على حرفين كان كأنه قد أخل به ، فصارت "الهاء" لازمة ، وصارت "الياء" كأنها بعدها؛ فلذلك قال : "يا أبت أقبل" ، وجعل "التاء" للتأنيث، ويجوز الترخيم؛ لأنه يجوز أن تدعو ما تضيف إلى نفسك في المعنى مضموما؛ نحو قول العرب : "يا رب اغفر لي" . وتقف في القرآن " يا أبت "؛ في الكتاب، وقد يقف بعض العرب على "هاء" التأنيث.
763 - وقال: وما كانت أمك بغيا [28]
مثل قولك: "ملحفة جديد".
764 - وقال : لسان صدق [50]
كما تقول: "لساننا غير لسانكم" ، أي: لغتنا غير لغتكم، وإن شئت جعلت "اللسان" مقالهم كما تقول : "فلان لساننا".
[ ص: 439 ] 765 - وقال : إلا سلاما [62]
فهذا كالاستثناء الذي ليس من أول الكلام، وهذا على البدل إن شئت؛ كأنه : لا يسمعون فيها إلا سلاما، وفي قراءة عبد الله فشربوا منه إلا قليل [سورة البقرة: 249] و إلا قليل ممن أنجينا منهم [سورة هود: 116] رفع على أن قوله : إلا قليل صفة.
766 - وقال: ورئيا [74]
فـ " الرأي" من: "الرؤية" ، وفسروه من "المنظر" ؛ فذاك يدل على أنه من : "رأيت".
767 - وقال : له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك [64]
يقول : ما بين أيدينا قبل أن نخلق ، وما خلفنا بعد الفناء ، وما بين ذلك حين كنا.
768 - وقال: وهزي إليك بجذع النخلة [25]
[ ص: 440 ] لأن "الباء" تزاد في كثير من الكلام ، نحو قوله : تنبت بالدهن [سورة المؤمنون : 20] ؛ أي: تنبت الدهن، وقال الشاعر[ يعلى الأحول الأزدي ]:
بواد يمان ينبت السدر صدره وأسفله بالمرخ والشبهان
يقول: وأسفله ينبت المرخ والشبهان، ومثله: "زوجتك بفلانة" يريدون: زوجتكها، ويجوز أن يكون على معنى : هزي رطبا بجذع النخلة".
769 - وقال: تكاد السماوات يتفطرن منه [90]
فالمعنى: يردن؛ لأنهن لا يكون أن ينفطرن، ولا يدنون من ذلك، ولكنهن هممن به إعظاما لقول المشركين، ولا يكون على: من هم بالشيء أن يدنوا منه. ألا ترى أن رجلا لو أراد أن ينال السماء لم يدن من ذلك؛ وقد كانت منه إرادة، وتقرأ: يتفطرن منه ويقرأ (ينفطرن) ؛ للكثرة.
770 - وقوله: كان للرحمن عصيا [44]
و "العصي" هو: العاصي، كما تقول: "عليم وعالم"، و "عريف وعارف" ، قال الشاعر [ طريف بن تميم العنبري ]:
[ ص: 441 ]
(273) أوكلما وردت عكاظ قبيلة بعثوا إلي عريفهم يتوسم
يقول: "عارفهم".
771 - وقال : أطلع الغيب [78]
فهذه "ألف استفهام" ، وذهبت "ألف الوصل"، لما دخلت "ألف الاستفهام".
772 - قال : ويكونون عليهم ضدا [82]
لأن "الضد" يكون واحدا وجماعة، مثل: "الرصد والأرصاد" ، ويكون "الرصد" أيضا اسما للجماعة.