951- قال : حم تنزيل الكتاب من الله العزيز العليم غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب [1 - 3]
فهذا على البدل ؛ لأن هذه الصفة. وأما : غافر الذنب وقابل التوب ؛ فقد يكون معرفة؛ لأنك تقول: "هذا ضارب زيد مقبلا" إذا لم ترد به التنوين. ثم قال : ذي الطول [3]
فيكون على البدل ، وعلى الصفة ، ويجوز فيه الرفع على الابتداء ، والنصب على خبر المعرفة ؛ لأنه معرفة. و"التوب" هو جماعة "التوبة" ويقال : "عومة وعوم" في "عوم السفينة" وقال الشاعر [ زهير بن أبي سلمى ] :
(298) عوم السفين فلما حال دونهم فيد القريات فالعتكان فالكرم
952 - قال : وهمت كل أمة برسولهم [5]
فجمع على "الكل"؛ لأن "الكل" مذكر؛ معناه معنى الجماعة.
953 - وقال : وكذلك حقت كلمت ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار [6]
[ ص: 499 ] أي: لأنهم ، أو بأنهم ، وليس أنهم في موضع مفعول، ليس مثل قولك: "أأحقت أنهم؟" ؛ لو كان كذلك ؛ كان : "أحقت أنهم".
954 - وقال : وسعت كل شيء رحمة وعلما [7]
فانتصابه كانتصاب: "لك مثله عبدا"؛ لأنك قد جعلت : "وسعت" لـ"كل شيء" ، وهو مفعول به ، والفاعل "التاء" ، وجاء بـ"الرحمة والعلم" تفسيرا ؛ قد شغل عنها الفعل، كما شغل "المثل" بـ"الهاء" ، فلذلك نصبته؛ تشبيها بالمفعول بعد الفاعل.
955 - وقال : ينادون لمقت الله أكبر [10]
فهذه "اللام" هي "لام الابتداء"؛ كأنه ينادون؛ فيقال لهم؛ لأن النداء قول، ومثله في الإعراب، يقال: "لزيد أفضل من عمرو".
956 - وقال : يوم هم بارزون [16]
فأضاف المعنى؛ فلذلك لا ينون "اليوم" ؛ كما قال : يوم هم على النار يفتنون [سورة الذاريات:13] ، وقال : هذا يوم لا ينطقون [سورة المرسلات: 35]،
[ ص: 500 ] معناه هذا يوم فتنتهم، ولكن لما ابتدأ الاسم / وبنى عليه لم يقدر على جره ، وكانت الإضافة في المعنى إلى "فتنة". وهذا إنما يكون إذا كان "اليوم" في معنى "إذ" ؛ وإلا فهو قبيح . ألا ترى أنك تقول : "لقيتك زمن زيد أمير" ، أي: إذ زيد أمير، ولو قلت: "ألقاك زمن زيد أمير" لم يحسن.
957 - وقال : لمن الملك اليوم [16]
فهذا على ضمير "يقول".
959 - وقال : إذ القلوب لدى الحناجر كاظمين [18]
فانتصاب : كاظمين على الحال ، كأنه أراد : القلوب لدى الحناجر ؛ في هذه الحال".
960 - وقال : على كل قلب متكبر جبار [35]
فمن نون جعل : "المتكبر الجبار" من صفته ومن لم ينون أضاف "القلب" إلى "المتكبر".
[ ص: 501 ] 961 - وقال : يا هامان ابن لي [36]
بعضهم يضم "النون" ، كأنه أتبعها ضمة "النون" التي في هامان ؛ كما قالوا : "منتن" فكسروا "الميم" للكسرة التي في "التاء" وبينها حرف ساكن فلم يحل. وكذلك لم تحل "الباء" في قوله : ابن لي .
962 - وقال : وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار [45 - 46] ، فإن شئت جعلت النار بدلا من سوء العذاب ، ورفعتها على حاق وإن شئت جعلتها تفسيرا ، ورفعتها على الابتداء / كأنك تقول: "هي النار" وإن شئت جررت على أن تجعل النار بدلا من العذاب ؛ كأنك أردت: "سوء النار".
963 - وقال : غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [46]
وفيه ضمير ؛ يقال لهم : "ادخلوا يا آل فرعون " ، وقال بعضهم:
[ ص: 502 ] أدخلوا ، فقطع ، ويجعله من : "أدخل يدخل"، وقال : غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ؛ فإنما هو مصدر كما تقول: "أتيته ظلاما" ، جعله ظرفا ، وهو مصدر جعل ظرفا ، ولو قلت : موعدك غدوة، أو موعدك ظلام، فرفعته كما تقول: "موعدك يوم الجمعة" ؛ لم يحسن؛ لأن هذه المصادر وما أشبهها من نحو "سحر" لا تجعل إلا ظرفا ، والظرف كله ليس بمتمكن.
964 - وقال : إنا كل فيها [48]
فجعل كل اسما مبتدأ ؛ كما تقول: "إنا كلنا فيها".
965 - وقال : ويوم يقوم الأشهاد [51]
و "تقوم" ، كل جائز ، وكذلك كل جماعة مذكر أو مؤنث من الإنس؛ فالتذكير والتأنيث في فعله جائز.
966 - وقال : وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار [55]
يريد : في الإبكار، وقد تقول : "بالدار زيد" تريد : زيد في الدار.
[ ص: 503 ] 967 - وقال : ادعوني أستجب لكم [60]
فقوله: أستجب إنما هو "أفعل" ، وهذه "الألف" سوى "ألف الوصل"، ألا ترى أنك تقول: "بعت تبيع" ، ثم تقول : "أبيع" / فتجيء فيها "ألف" لـ "أفعل" فهي نظير "الياء" و"التاء" في "تفعل" و"يفعل"؛ تقطع كل شيء كان على "أفعل" في وصل كان أو قطع.
968 - وقال : كنا لكم تبعا [47]
لأن "التبع" يكون واحدا وجماعة ، ويجمع فيقال : "أتباع".
969 - وقال : لتركبوا منها [79]
كأنه أضمر "شيئا".
970 - وقال : أدخلوا آل فرعون أشد العذاب [46]
وقال : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار [سورة النساء: 145]
فيجوز أن يكون : "آل فرعون ادخلوا مع المنافقين في الدرك الأسفل ، وهو أشد العذاب"، وأما قوله : فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين [سورة المائدة: 115] ، فيقول: لا أعذبه أحدا من عالم أهل زمانه.