الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وندب : تحسين ظنه بالله تعالى

التالي السابق


( وندب ) بضم فكسر لمن قامت به علامة موته ( تحسين ظنه بالله تعالى ) بتغليب رجائه عفوه ومغفرته ورحمته على خوفه عقابه لحديث { أنا عند ظن عبدي بي } . وفي رواية فليظن بي ما شاء . وفي رواية { إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله } . وحديث { لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى } ويستعين عليه بتفكره في سعة رحمة الله تعالى وخفي لطفه ، وأنه رحيم بعباده غفور شكور رءوف ودود يضاعف الحسنات ويعفو عن السيئات ويجتهد في الدعاء . وحديث { من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه } .

ويندب لمن حضره من الأصحاء أن يذكر له ما يقوي رجاءه من سعة عفو الله تعالى ورحمته كحديث { جعل الله الرحمة مائة رحمة ادخر منها للآخرة تسعة وتسعين رحمة وجعل في الدنيا واحدة يرحم العباد بعضهم بعضا حتى ترحم الفرس ولدها أن تطأه بحافرها ، وإذا فنيت الدنيا ضم الله تبارك وتعالى الرحمة التي كانت فيها للتسعة والتسعين التي أعدها للآخرة فتكمل الرحمات فيها مائة رحمة } أو كما قال ، وأما الصحيح الذي لم تقم به علامة الموت فيغلب الخوف على الرجاء ليستعين به على التقوى ، وهذا هو التحقيق . وقيل يغلب الرجاء لاحتمال موته فجأة ، وقيل يسوي بينهما كجناحي طائر إن مال بأحدهما سقط .




الخدمات العلمية