( وكذا ) يسن   ( الدعاء بعده ) أي التشهد الآخر  بما شاء من ديني أو دنيوي كاللهم ارزقني جارية حسناء لخبر { إذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل التحيات لله إلى آخرها  ،  ثم ليتخير من المسألة ما شاء أو ما أحب   } رواه  مسلم  ،  وروى  البخاري    { ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به   } بل نقل عن مقتضى النص كراهة تركه  ،  ولو دعا بدعاء محظور  بطلت صلاته كما في الشامل  ،  ثم محل طلب ما زاد على الواجب ما لم يضق وقت الجمعة فإن  [ ص: 533 ] ضاق عن الزيادة عليه فالأوجه عدم الإتيان بها . 
قال بعضهم : وفي غير الجمعة احتمال ا هـ . 
والأوجه أنه يأتي بها بدليل مما مر في المد  ،  واحترز بقوله بعده عن التشهد الأول فيكره الدعاء فيه لبنائه على التخفيف ومحل ذلك في الإمام والمنفرد  ،  أما المسبوق إذا أدرك ركعتين من الرباعية فإنه يتشهد مع الإمام تشهده الأخير وهو أول للمأموم فلا يكره الدعاء له فيه بل يستحب  ،  والأشبه في الموافق أنه لو كان الإمام يطيل التشهد الأول إما لثقل لسانه أو غيره وأتمه المأموم سريعا  أنه لا يكره له الدعاء أيضا بل يستحب إلى أن يقوم إمامه ( ومأثوره ) بالمثلثة وهو المنقول عنه صلى الله عليه وسلم ( أفضل ) من غيره لتنصيص الشارع عليه ( ومنه ) أي المأثور ( { اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت   } إلى آخره ) وهو { وما أسررت وما أعلنت  ،  وما أسرفت وما أنت أعلم به مني  ،  أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت   } رواه  مسلم  ،  والمراد بالتأخير إنما هو بالنسية إلى ما وقع لأن الاستغفار قبل الذنب  [ ص: 534 ] محال . 
قاله النيسابوري  نقلا عن الأصحاب  ،  ورد بأن المحال إنما هو طلب مغفرته قبل وقوعه . 
أما الطلب قبل وقوعه أن يغفر إذا وقع فلا استحالة فيه  ،  ومنه أيضا : اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح : أي بالحاء المهملة على المعروف الدجال  ،  اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم  ،  اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك إنك أنت الغفور الرحيم . 
     	
		
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					